آخر تحديث :الثلاثاء-11 نوفمبر 2025-01:04ص

الكهنوتية الزيدية… يُنسّقون المؤتمرات بأموالنا ويقتلون أبناء الشعب بثروتنا!

الثلاثاء - 11 نوفمبر 2025 - الساعة 12:14 ص

همدان الصبري
بقلم: همدان الصبري
- ارشيف الكاتب


تفاجأ البعض من ظهور ما يسمى بزعيم عصابة الكهنوتية السلالية الزيدية يلقي كلمة في "المؤتمر القومي العربي بـ بيروت"، وركزوا على قشور الأمور، و غاصوا في ظاهرها، وتركوا جوهرها، وتجاوزا صَفْوَة خفاياها!. وفي الحقيقة، أن الكهنوتية السلالية تمتلك من وسائل النفوذ سواءً من الأموال الضخمة أو شبكات العمل الداخلية والخارجية، ما لا يمكن تخيله؛ حيث نهبت أرض سبأ وحِميّر لقرون طويلة، حتى في العهد الجمهوري الأول "الزيدي" كانت جميع وسائل النفوذ تتركز تحت أيديها، واستثمرت معظم تلك الأموال الطائلة المنهوبة في الخارج عبر شبكات متعددة وعلاقات متنوعة!.


وتَظَاهر دخلاء الكهنوتية الزيدية بالسير في ركب القومية العربية، واختراقها لكافة التيارات اليسارية والقومية والاشتراكية واليمينية ليس بأمر جديد يثير الدهشة، بل أن ما يثير الاستغراب هي تلك "الدهشة" رغم كافة الطعنات التي تلقاها الجميع بـ خناجرهم المسمومة!. ثم أن غش وخداع ومكر السلالية عبر شبكاتها الداخلية والخارجية الممتدة، وصل إلى دول الجوار الإقليمية، واجتاز الأروقة الدولية، ونفذ إلى دهاليز الغرف الاممية؛ وكل ذلك بواسطة الاتحادات السلالية، ومراكز الدراسات الطباطبائية، وبؤر البحوث الطّبرية، وشركات الأعمال الرّسّية، ومنظمات الغش اللإنسانية، وعبر العلاقات الاجتماعية والترابطات الاقتصادية العائلية الباذانية، وخلال وفود التهاني ومراسيل الهدايا ولقاءات الحانات والمراقص!.


بالمقابل، فإن الأحرار من أحفاد سبأ وحِميّر وجدوا أنفسهم في العقود الأخيرة عراة تلدغهم الأفاعي من كل جُحر، وتلتف حول أعناقهم أيادي الخونة الغّدرة، ويكسيهم العوز والحاجة، بل أن بعضهم فقد عقله واضطربت نفسيته لهول ما عاناه وشاهده؛ وكل ذلك لأنه تم تجريدهم لقرون طويلة بطرق ممنهجة من كافة وسائل النفوذ، وحتى في عهد الجمهورية الزيدية استمر ذلك التجريد!.


وتجد أن الكثير من الوطنيين الأحرار المُجابهين للكهنوتية السلالية وأدواتها التاريخية القذرة، والمناهضين لها في مختلف الميادين الفكرية والسياسية والعسكرية، سواءً في الداخل أو الخارج، قد لا يجد الكثير منهم قوت يومه (خصوصًا من لا ينتموا إلى أحزاب الخزي السياسية الفاشلة)، وكثير من الأبطال الجمهوريين في ميادين الوغى وفي الثغور تجدهم بلا رواتب!. علاوة على ذلك، تجد أن المقاتلين الأشداء الذين ثبتوا في كافة المعارك ثبوت الجبال، وقدموا قوافل الشهداء من أقاربهم وأبناء جلدتهم ومناطقهم، دفاعًا عن النفس والأرض والعرض والعزة والكرامة، وجدوا أنفسهم بحالة عوز وحاجة وفقر مدقع وإقصاء ممنهج وتهميش مُتعمد، ووجدوا بأن القيادات القادمة المٌعّينة الجديدة، كانوا عبارة عن أطفال ابتعثتهم القيادات الزيدية ليدرسوا في المعاهد والكليات ليعودوا وتحت أفخاذهم السيارات الفارهة، وفي أيديهم الأموال الطائلة، وفي جيوبهم خُتُوم مُزيفة بالطيور الجمهورية، ومن حولهم المواكب المُدجّجة؛ فأثقلت همومهم وأفقدتهم لب عقولهم وزدت أوجاعهم التي انتزعت أنفسهم من ضلوع صدورهم!.


كما استهجن البعض حضور أحد أقارب الرئيس الأسبق "علي عبدالله صالح"، واستماعه بإنصات لكلمة قاتل عمه؛ وتناسى أولئك بأن ذلك أحد أصول المصفوفة اللاقيمّية للموروث الزيدي، والمتمثل بتوزّع الأماكن وتبادل الأدوار، وانعدام القّيم، وجفاف مياه الوجوه، فتجد أفراد العائلة الواحدة متوزعين في كافة الدول المتناقضة يتسولون في أبواب القادة والشيوخ والأمراء دون أدنى خجل، وتجدهم متناثرين بإحكام في كافة طيف الأحزاب السياسية في الداخل لتأدية نفس الدور؛ حيث يخرج الأسير الزيدي من سجون الكهنوتية الزيدية، ويظل الأسرى الآخرين من أبناء الشعب في غيابة السجن وطي النسيان!. لذا، يتوجب أن يدرك الجميع بأن حامل وباء الموروث الزيدي يظل خنجرًا مسمومًا بأيدي دخلاء السلالية وأداة قاتلة في خاصرة أبناء اليمن؛ حيث لا ينسجم "الزيدي" إلا مع دخلاء السلالية، ولا يحيط متخذ القرار "الزيدي" نفسه إلا بصُناع قرار من الكهنوتية، ولا يثق "الزيدي" إلا بزيدي كهنوتي مثله، ويعمل جميع أولئك الموبوئين على كل مما شأنه الحصول على المال والوصول إلى السلطة حتى لو كلف ذلك إهلاك كل أبناء اليمن وإحراق كافة أراضيه!.


ختامًا، لن تنجح أي حركة وطنية ضد دخلاء الكهنوتية السلالية الزيدية، يكون في مفاصل صناعة واتخاذ قرارها من يحملون الموروث الزيدي، ولن تٌحسم إي معركة ميدانية يكون على رأس قيادتها من يحمل قّيم ملوثة بالموروث الزيدي، وفي ظل استمرار وجود أولئك الموبوئين الملوثين على رأس المشهد في الساحة الوطنية، فإن الحلول ستظل تتراوح بين أرباعها وأنصافها وتدور بحلقة مفرغة، وذلك عبر مفاوضات التكتل الثالث (مفاوضات زيدية-زيدية)!.