آخر تحديث :الإثنين-10 نوفمبر 2025-01:41ص
اخبار وتقارير

اكتشاف الذهب الأبيض في حضرموت.. إنجاز تاريخي يضع اليمن على خارطة المعادن النادرة

اكتشاف الذهب الأبيض في حضرموت.. إنجاز تاريخي يضع اليمن على خارطة المعادن النادرة
الإثنين - 10 نوفمبر 2025 - 12:37 ص بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - حضرموت

أعلنت هيئة المساحة الجيولوجية والثروات المعدنية في محافظة حضرموت عن اكتشاف معدن الإسكانديوم النادر، المعروف بـ"الذهب الأبيض"، في مديريتَي بروم ميفع وحجر، وهو من المعادن الحيوية المستخدمة في صناعات الطائرات والمركبات الفضائية والطاقة الشمسية.

وأكد مدير الهيئة، المهندس فائز باصرة، أن الاكتشاف يشكل إنجازًا علميًا غير مسبوق في اليمن، مشيرًا إلى أن تركيز المعدن في العينات المستخرجة مشجع ويُمثل نقلة نوعية في سجل الاكتشافات الجيولوجية على مستوى البلاد.

وأشار رئيس الفريق الجيولوجي، المهندس علي شقراء، إلى أن الفحوصات المخبرية أظهرت تركيزًا مرتفعًا من الإسكانديوم في العينات من بروم ميفع، ما يجعل المنطقة هدفًا استثماريًا مهمًا.

كما نجحت الهيئة في تحديد مواقع المياه الجوفية قبل الحفر باستخدام أجهزة استكشافية حديثة، مثل جهاز "سيسكال برو بروفيشنال" الفرنسي، ما يقلل التكاليف ويحد من الحفر العشوائي، ويُعزز الاستثمار المستدام للموارد المائية في حضرموت.

وفي إطار تنظيم القطاع، منحت الهيئة 25 رخصة استثمارية جديدة في الخامات الصناعية والإنشائية، مع إلغاء 42 رخصة لم تلتزم بالشروط القانونية، لتضمن الرقابة الدقيقة على عمليات التعدين.

وتتواجد ثروات الذهب في مناطق وادي مدن ونتيشة وغيضة البهيش ووادي نقب، إلا أن العمل في منجمي الذهب المكتشفين منذ ثمانينيات القرن الماضي متوقف، ولا يوجد تصدير رسمي، كما أوقف مؤخرًا تصدير الخامات المعدنية الأخرى لتنظيم القطاع.

ونفى المدير العام شائعات التهريب، مؤكدًا زيادة التنقيب العشوائي للذهب، وأن السلطات تعمل على ضبط النشاط غير القانوني لحماية الثروة الوطنية. ويصل نصيب الدولة من التعدين المرخّص 3% فقط، بينما تفرض غرامة 25% عند التنقيب غير النظامي.

وفي جانب آخر، كشفت الهيئة عن اكتشاف أشجار متحجرة نادرة في منطقة الخِربة بالمكلا، ما يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الجيولوجية، مشددة على أن ثروات حضرموت ملك عام يجب استثمارها لصالح المجتمع، مع إمكانية تطوير صناعة وطنية لتحويل المعادن الحرجة مثل النحاس والليثيوم إلى مشاريع إنتاجية داخل البلاد.

وتواجه الهيئة تحديات كبيرة تتمثل في نقص الكوادر الهندسية والجيولوجية، واعتمادها على خرائط قديمة تعود للسبعينات والثمانينات، ما يستدعي تحديثها بأحدث تقنيات الاستشعار عن بعد لضمان استثمار أمثل للثروات المعدنية.

أما الموازنة الحالية للهيئة، فهي تعتمد أساسًا على النشاط في الكسارات والمحاجر، بينما يمثل قطاع الأسمنت فرصة إضافية لضمان استدامة الموارد وربطها بخطط التوسع في الاستثمارات المعدنية، بما يشمل شركات محلية وعالمية.

وفيما يتعلق بالرمال السوداء في ميفع، أكد باصرة أن العمل فيها يتم بشكل رسمي ومرخّص، من خلال شركات صينية ومصرية، وأن أي نشاط خارج الإطار القانوني يخضع للرقابة والملاحقة لضمان حماية الثروة الوطنية.

وفي تعليق للخبير الاقتصادي اليمني علي التويتي، أشار إلى أن الإسكانديوم يدخل في صناعات الطائرات والصواريخ والبطاريات والطاقة النظيفة، وأن سعر الكيلوجرام يتراوح بين 3 آلاف إلى 5 آلاف دولار، أما المعدن النقي فيصل سعره إلى 15-25 ألف دولار، مؤكدًا أن اليمن بحاجة إلى استقرار وإدارة ناجحة لاستثمار هذه الثروات لصالح المواطنين.