تشهد المحافظات الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي وبعض المحافظات المحررة، حالة من الاستياء الواسع بين مستخدمي الإنترنت عبر خدمة فور جي التابعة لمليشيا الحوثي الإرهابية، بعد ملاحظتهم أن باقات الإنترنت الشهرية تنفد بسرعة قياسية، رغم ثبات أو انخفاض استخدامهم مقارنة بالأشهر السابقة.
وأفاد مستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي أن باقة 60 جيجابايت كانت تكفيهم لمدة شهر كامل، لكنها لم تعد تصمد أكثر من أسبوع أو عشرة أيام، ما أثار جدلاً واسعًا حول شفافية احتساب البيانات من قبل شركة يمن نت، الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي منذ سقوط العاصمة المحتلة صنعاء قبل أكثر من عشر سنوات.
وفي تعليقات لافتة، الناشط رفيق الدرب قال نقلا عن مصادر في الشركة، أن الباقة تُقسم إلى نصف للتحميل ونصف للرفع، بحيث تعتبر منتهية بمجرد نفاد جزء التنزيل، رغم عدم استهلاك جانب الرفع، مطالبًا بـ تدقيق فني ومحاسبة الشركة على ما وصفه بالاستهتار بالمستهلكين.
وفي المقابل، رجّح ناشطون آخرون،ط، أن السبب قد يكون الأجهزة الحديثة والتطبيقات التي تستهلك بيانات بشكل خفي في الخلفية، بما في ذلك تحديثات النظام والبرامج، مؤكدين أن هذه الظاهرة قد تسرع نفاد الباقات، خصوصًا عند استخدام الهواتف الذكية الحديثة.
حتى الآن، لم تصدر يمن نت أي توضيح رسمي حول آلية احتساب البيانات، فيما يطالب المستخدمون بإصدار تقرير تقني يوضح نسب الاستهلاك ومكونات الباقات، على غرار ما تعتمده شركات الاتصالات العالمية.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر وثيقة أن شركة يمن موبايل، أكبر مشغل اتصالات في مناطق سيطرة الحوثيين، تشهد تراجع غير مسبوق على جميع الأصعدة، وسط صراعات نفوذ داخلية منذ تعيين القيادي الحوثي عبد الخالق الحسام رئيسًا لمجلس الإدارة.
وأوضحت المصادر أن الحسام يقوم بـ سحب صلاحيات المدراء التنفيذيين، وتعطيل قرارات لجنة المناقصات، ومنح صلاحيات غير قانونية لأحد أقاربه، ما أدى إلى توقف مشاريع استراتيجية وتراجع الإيرادات بنسبة 15% خلال أربعة أشهر فقط.
كما تشير المصادر إلى أن الشركة صرفت لصالح قيادات الجماعة مبالغ هائلة تحت ذرائع مشروعات غير واضحة، تشمل نفقات شخصية مثل سيارات وتأثيث مساكن.
وتضيف المصادر أن مليشيا الحوثي تعمل على تحويل الشركة إلى ذراع تمويلية لأهدافها السياسية والعسكرية، عبر إحكام السيطرة على مفاصلها وتعيين موالين لها في مواقع حساسة، بينما تستمر شكاوى المستخدمين من ضعف الخدمة وانقطاع الشبكة حتى في العاصمة صنعاء.