تعرضت ناقلة نفط تجارية لهجوم بالقذائف الصاروخية والأسلحة الخفيفة، اليوم الخميس، قبالة السواحل الجنوبية الشرقية للصومال، في حادثة تعيد إلى الواجهة تصاعد النشاط البحري المريب في المنطقة منذ توقف هجمات مليشيا الحوثي الإرهابية مطلع أكتوبر الماضي.
وأفادت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية (UKMTO) بأنها تلقت بلاغًا عن وقوع هجوم بحري على بعد نحو 560 ميلًا بحريًا جنوب شرق مدينة إيل الصومالية.
وأكدت أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن المهاجمين استخدموا قذائف “آر بي جي” وأسلحة خفيفة أثناء محاولة الصعود إلى السفينة، قبل أن يلوذوا بالفرار بعد فشلهم في تنفيذ عملية السيطرة.
وأوضحت الهيئة أن السفينة تمكنت من إرسال إشارة استغاثة عاجلة، مشيرةً إلى أن جميع السفن في المنطقة تلقت تحذيرات مشددة باتخاذ أقصى درجات الحذر والإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
وفي السياق ذاته، كشفت شركة “أمبري إنتليجنس” المتخصصة في المخاطر البحرية، أن السفينة المستهدفة هي الناقلة “هيلاس أفروديت”، وهي ناقلة نفط يونانية ترفع علم مالطا، كانت تنقل شحنة بنزين من الهند إلى جنوب أفريقيا، مؤكدةً أن الطاقم المكون من 24 فردًا بخير بعد أن احتموا بغرفة آمنة داخل السفينة فور بدء الهجوم.
من جانبها، أوضحت شركة “لاتسكو مارين” المشغلة للناقلة أن القوات البحرية الدولية وبعثة الاتحاد الأوروبي “أسبيدس” تولتا التنسيق والاستجابة الفورية للحادثة لضمان سلامة الطاقم وملاحقة القراصنة.
ويأتي هذا الحادث البحري بعد أيام من تقرير فريق خبراء مجلس الأمن الدولي الذي كشف عن تزايد التنسيق بين جماعة الحوثي الإرهابية وحركة الشباب الصومالية، خصوصًا في مجالات التهريب والتدريب العسكري في البحر العربي.
وأشار التقرير الأممي إلى أن مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين تحولت إلى مراكز تدريب لعناصر من حركة الشباب، حيث تولى مهندسون حوثيون تدريب مقاتلين صوماليين على تصنيع المتفجرات والطائرات المسيّرة، مقابل تسهيلات بحرية لتهريب الأسلحة الإيرانية عبر الموانئ الصومالية.
كما كشف التقرير عن نقل أكثر من 400 عنصر من حركة الشباب إلى اليمن لتلقي تدريبات قتالية وأيديولوجية، فيما ضبطت السلطات الصومالية شحنات متفجرات وطائرات مسيرة قادمة من اليمن ضمن شبكة تهريب تضم أكثر من 70 شخصًا.
ويرى مراقبون أن حادثة اليوم قد تكون مؤشرًا على عودة الهجمات البحرية المشتركة بين الحوثيين والجماعات المتطرفة في القرن الأفريقي، في محاولة لزعزعة أمن الملاحة الدولية في البحر العربي وخليج عدن.