أقدم مشرف ميداني تابع لمليشيا الحوثي في محافظة حجة شمال غرب البلاد، اليوم الاثنين، على احتجاز طفل داخل قفص حديدي مخصص للحطب، فيما تعرضت نساء في مديرية مجاورة للضرب والإهانة على يد عناصر حوثية مسلحة.
مصادر محلية، قالت إن المشرف الحوثي المدعو علي صالح في قرية الكبادة بمديرية أسلم، احتجز طفل يدعى مصطفى حسين مقري الأسلمي الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، داخل قفص حديدي ضيق لأكثر من 13 ساعة متواصلة، بتهمة وُصفت بأنها كيدية ولا أساس لها من الصحة.
وأظهرت صورة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي الطفل وهو مكبّل داخل قفص لا يصلح حتى للحيوانات، في مشهد أثار غضب شعبي واسع واستنكار من الحقوقيين الذين وصفوا الحادثة بأنها جريمة تعذيب ممنهجة وانتهاك سافر لحقوق الطفل.
وكشفت مصادر حقوقية أن المشرف الحوثي هدد الأهالي عبر رسائل صوتية متداولة في مجموعة واتساب، متوعدًا باعتقال من يرفض أوامره، في تجسيد واضح لسياسة الترهيب التي تمارسها المليشيا في مناطق سيطرتها.
وخلال الأربع والعشرين الساعة الماضية، شهدت مديرية كُحلان عفار المجاورة بالمحافظة نفسها حادثة أخرى لا تقل وحشية، حيث اعتدت عناصر حوثية بالضرب والإهانة على مجموعة من النساء في قرية الوثن بعزلة بني الطربي، أثناء محاولتهن منع تدمير مشروع المياه الوحيد في القرية.
وقالت مصادر محلية إن الاعتداء وقع بعد أن رفض الأهالي دفع مبالغ مالية جديدة فرضتها المليشيا تحت مسمى "المجهود الحربي"، ما دفعها لإرسال ثلاثة أطقم مسلحة اقتحمت القرية، وحولت مبنى المدرسة إلى مقر ميداني لإدارة الحملة القمعية.
ووثّق مقطع فيديو متداول لحظة الاعتداء، حيث ظهرت النساء وهن يصرخن طلبًا للنجدة وسط ضرب وركل من قبل المسلحين الحوثيين، في مشهد أثار غضبًا واسعًا في الأوساط اليمنية والحقوقية.
وتأتي هذه الجرائم ضمن سلسلة انتهاكات متصاعدة تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين، وسط صمت أممي مريب تجاه الانتهاكات المتكررة التي تطال المدنيين والنساء والأطفال.