شهدت إب، خلال الساعات القليلة الماضية، حادثة تدمير سيارة مواطن بشكل كلي، إثر حريق نشب فيها على خلفية وضع إنساني، يُسلط الضوء من جديد على معاناة المرضى النفسيين المهمشين وغياب الرعاية في المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي.
وقالت مصادر محلية، إن الحادثة وقعت في منطقة السبل غرب مدينة إب، عندما قام شخص يعاني من اضطراب نفسي -مختل عقلي- بتجميع كراتين بجوار المركبة وإضرام النيران فيها في محاولة يائسة للتدفئة من البرد القارس.
وكشفت التفاصيل عن عمق المأساة، حيث كان الشخص المعني يتواجد في العراء دون ملابس كافية أو فراش يقيه برد الشتاء القارس، مما دفعه إلى هذه الخطوة اليائسة التي انتهت بكارثة.
وامتدت النيران بسرعة إلى السيارة المجاورة، التهمتها بالكامل، فيما وقف الأهالي عاجزين عن إخماد الحريق لانعدام الإمكانيات والمعدات اللازمة.
ولم تكن هذه الحادثة هي الأولى من نوعها، فقبل أيام فقط، نجح سكان في منزل مستأجر بشارع العدين من منع كارثة محققة، بعد أن دخل نفس الشخص إلى درج المنزل وأشعل النيران في كراتين أيضاً بغرض التدفئة.
هذه الأحداث المتكررة تضع أصابع الاتهام على فوضى أمنية متصاعدة في المحافظة، حيث تشهد إب زيادة ملحوظة في جرائم إحراق السيارات والنهب، سواء بدوافع جنائية أو في ظروف غامضة، كما في حادثتي إحراق سيارتي المواطنين "عبد الدائم الصنة" في منطقة السهلة و "عمار ياسر الخياط" بمدينة إب خلال الأسابيع القليلة الماضية.
تُسلط الحوادث المتتالية الضوء على واحدة من أبرز القضايا الإنسانية المهمشة، وهي معاناة العشرات من المرضى النفسيين الذين يجوبون شوارع إب ومديرياتها دون مأوى أو رعاية، خاصة مع دخول موسم الشتاء الذي تشتهر فيه المحافظة ببرودتها الشديدة.