احتشدت في مدينة التربة جنوبي تعز، اليوم الأحد، جماهيري غير مسبوقة بعد فشل الأطقم الأمنية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، في اعتراض مواكب بشرية ضخمة قدمت من النجيشة وغربي المقاطرة بمحافظتي لحج وتعز، للمشاركة في ثاني أكبر تظاهرة غاضبة تشهدها المدينة للمطالبة بالقصاص من قتلة المحامي عبدالرحمن النجاشي، نجل القاضي عبدالحكيم النجاشي رئيس محكمة طور الباحة وراس العارة.
وقالت مصادر محلية إن الأطقم الأمنية حاولت دون جدوى منع دخول مئات السيارات القادمة من أرياف تعز ولحج والتي تقل آلاف المتظاهرين، في وقت تمكنت فيه الحشود من اختراق الطوق الأمني والالتحام بالمسيرة المركزية التي انطلقت من أمام الجامع الكبير بمدينة التربة.
وتحولت التظاهرة إلى طوفان بشري هادر غصت به ساحة الاعتصام وسط المدينة، حيث رفع المشاركون شعارات تطالب بـ القصاص العادل من القتلة، مؤكدين رفضهم أي محاولات للتسويف أو تمييع القضية التي هزت الرأي العام.
وأوضحت المصادر أن المتظاهرين جاؤوا على متن أكثر من 100 سيارة نقل كبيرة، إلى جانب آلاف المشاركين سيرًا على الأقدام من المناطق المجاورة، في مشهد وصف بأنه الأضخم في تاريخ المدينة منذ سنوات.
وشهدت التربة انتشاراً أمنياً مكثفاً ونصب حواجز تفتيشية على مداخلها منذ ساعات الصباح الأولى في محاولة لاحتواء الموجة البشرية الغاضبة، لكن الإجراءات الأمنية فشلت أمام الزخم الشعبي المتزايد.
ورفع المحتجون لافتات تدعو إلى سرعة القبض على الجناة والمتورطين في جريمة اغتيال المحامي عبدالرحمن النجاشي، الذي تم تصفيته أمام منزله وأمام والده وأسرته برصاص جنود في أمن الشمايتين، وبـ تحريض ومشاركة قاضي في محكمة الحجرية الابتدائية على خلفية خلاف بسيط يتعلق بماسورة مياه داخل مبنى المحكمة القديم، المعروف محلياً بـ"العيادة".
وخلال الوقفة الاحتجاجية بساحة الاعتصام، حذر المشاركون من محاولات طمس القضية أو حرف مسارها، مشددين على أن العدالة وحدها قادرة على تهدئة الشارع الغاضب، وداعين إلى محاكمة علنية وسريعة لكل من تورط في الجريمة.
وتشهد مديرية الشمايتين ومدينة التربة منذ حادثة اغتيال المحامي النجاشي حالة احتقان شعبي متصاعدة، وسط مطالبات مستمرة بإصلاح المنظومة الأمنية والقضائية ومحاسبة المتورطين في الجريمة التي تحولت إلى قضية رأي عام تجاوزت حدود تعز ولحج.