في مشهدٍ يختصر معاناة النخبة العلمية في اليمن، يعيش المئات من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات الحكومية أوضاعًا إنسانية مأساوية تنذر بانهيار شامل للعملية الأكاديمية، مع استمرار انقطاع مرتباتهم منذ أشهر طويلة، وسط تجاهل حكومي وضبابية في الحلول.
وجّه أكاديميو جامعة تعز نداءً إنسانيًا عاجلًا إلى دول التحالف العربي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، ناشدوهم فيه التدخل السريع لإنقاذ الكادر الأكاديمي في الجامعة وسائر الجامعات الحكومية في البلاد، بعد أن باتت الأوضاع المعيشية على حافة الانهيار نتيجة توقف صرف الرواتب وارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات الأساسية.
وقال الأكاديميون في بيانهم: "نرفع إليكم هذا النداء الإنساني في لحظةٍ حرجة من تاريخ اليمن والتعليم العالي، إذ نواجه أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة تهدد بقاءنا وكرامتنا، بل ومستقبل التعليم في وطننا."
وأشار البيان إلى أن رواتب أعضاء هيئة التدريس انقطعت منذ أكثر من أربعة أشهر متتالية، في ظل ظروف الحرب والأزمة الاقتصادية التي جعلت الأكاديميين عاجزين عن تأمين احتياجاتهم المعيشية الأساسية من غذاء ودواء وسكن، ما دفع بعضهم إلى ترك قاعات المحاضرات بحثًا عن عملٍ بديل، فيما اضطر آخرون إلى مغادرة البلاد نتيجة تفاقم المعاناة.
وحذّر بيان جامعة تعز من أن استمرار هذا الوضع يهدد بتعطيل الدراسة في الجامعات الحكومية كافة، ويقود إلى هجرة العقول الأكاديمية وانهيار ما تبقى من منظومة التعليم العالي في اليمن، التي تمثل أحد أعمدة إعادة الإعمار والتنمية المستقبلية.
وفي ختام بيانهم، دعا الأكاديميون الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى توفير دعمٍ مالي عاجل لتغطية رواتب أساتذة الجامعات عبر آليات شفافة وآمنة، وإطلاق برنامج دولي لإنقاذ التعليم العالي في اليمن، يضمن استمرار الجامعات في أداء رسالتها العلمية والتنويرية رغم ظروف الحرب والانقسام.