تستعد دار المزادات الفرنسية “بلاكاس” بالعاصمة البريطانية لندن، يوم الأربعاء 29 أكتوبر 2025، لعرض رأس تمثال جنائزي يمني منحوت من المرمر، ضمن مجموعة من القطع الفنية النادرة التي تعود إلى حضارات جنوب الجزيرة العربية القديمة.
وأكد الخبير اليمني المتخصص في الآثار عبدالله محسن أن التمثال يمثل أحد أبرز النماذج على فن النحت العربي الجنوبي القديم، ويجسّد ملامح واقعية للوجه الإنساني وفق تقاليد الدفن القديمة باليمن، حيث كانت هذه الرؤوس النصفية تُوضع في محاريب المقابر لتخليد ذكرى المتوفى وإضفاء الطابع الرمزي على مراسم الجنازة.
وأوضح محسن في منشور على موقع فيس بوك بأن التمثال منحوت بإتقان من حجر المرمر ذي العروق الكريمية والرمادية، مع ملامح دقيقة تشمل الشفتين والأنف المستقيم، والعينين الغائرتين، إحداهما محتفظة بتطعيمها الأصلي من الصدف والحجر الجيري ضمن إطار داكن من مادة قارّية.
وأضاف أن الشعر مخطط بخطوط محفورة تغطي فروة الرأس ومؤخرة العنق، فيما تظهر على سطح التمثال تشققات طفيفة وآثار صقل قديم تؤكد أصالته وعمره التاريخي.
وأشار الخبير إلى أن دار المزادات نفسها عرضت في يوليو الماضي أربع قطع أثرية يمنية نادرة، منها تمثال مرمري يُعتقد أنه توأم لتمثال عُثر عليه في وادي بيحان بشبوة، وتمثال أنثوي مزوّد بقرط ذهبي يعود للقرن الثالث قبل الميلاد، إضافة إلى لوحة تذكارية حجرية ورأس رجل منحوت من المرمر الشفاف يعود للقرن الأول قبل الميلاد.
وحذر محسن من أن المزادات الدولية أصبحت منصّة لعرض آثار يمنية مهرّبة، نتيجة الفوضى التي أعقبت الحرب منذ 2014، ما أدى إلى خروج آلاف القطع الأثرية من البلاد دون وثائق رسمية أو تصاريح قانونية، في ظاهرة تهدد التراث اليمني العريق بالضياع.