أقدم مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة تعز، عبدالواسع شداد، على تعيين مدير لإدارة التربية بمديرية شرعب السلام، متحديًا بذلك قرارًا رسميًا لمحافظ المحافظة نبيل شمسان لم يمر عليه سوى أسبوعين فقط.
القرار الذي أصدره شداد–الذي يثبت على منصبه منذ أكثر من عقد من الزمان–يكشف عن حالة من الفوضى والانفلات الإداري غير المسبوقة، حيث باتت المناصب في المحافظة سلعة تباع وتشترى بين جماعات النفوذ، في مشهد يفضح المراقصة على المقاعد والمواقع، وفقًا لما كشفت عنه مصادر مطلعة.
وكان المحافظ شمسان قد أصدر قبل أسبوعين فقط قرارًا بتكليف مدير لتربية مديرية شرعب السلام – الواقعة ضمن مديريات "شارع جمال" – بناءً على إجراء روتيني شكلي.
إلا أن "شداد" استغل هذه الثغرة ليفرض قراره الموازي، معززًا نفوذه وحاصدًا المنصب لصالح جماعته في خطوة وصفت بالتحدي السافر.
وليس هذه هي المرة الأولى التي يتحدى فيها شداد سلطة محافظه.. فالمصادر كشفت عن أن الرجل سبق أن فرض نفوذه في مديريتي "صالة" و"صبر الموادم"، حيث جرى تعيين مديرين للتربية محسوبين على جماعته، دون إجراء أي مفاضلة حقيقية. الأول حُسم بـ"نفوذ الأخوان"، والثاني حُسم بـ"صفقة مالية"، في مؤشر على أن بيع وشراء الإدارة أصبح السمة الغالبة في مشهد إدارة المحافظة.
وبحسب المراقبين، فإن "شداد" نجح خلال سنوات توليه المنصب في "أخونة" مكتب التربية وملحقاته في المديريات المحررة ونصف المحررة، مستغلاً حالة العبث الإداري التي مارسها وزير الخدمة المدنية السابق.
والآن، يسعى جاهدًا لتكرار نفس السيناريو في مديريات "شارع جمال" مستفيدًا من بيئة الفساد وغياب المحاسبة.
و ينجح الإخوان في حصد ما لم يستطيعوا الوصول إليه بالنفوذ، بشرائه بالمال، في عملية نهش منهجية للمرافق العامة.
المصدر: الصحفي جميل الصامت

