تواصل نساء قريتي الخرابة والجشاعة في مديرية ذي السفال جنوب محافظة إب، لليوم الرابع على التوالي، مواجهة مليشيا الحوثي الإرهابية، رفضًا لإقامة مشروع "كسارة أحجار" يهدد حياة السكان وبيئتهم.
وقالت مصادر محلية إن النساء خرجن في احتجاجات يومية متواصلة، معلنات رفضهن القاطع للمشروع الذي تصر المليشيا على فرضه بالقوة، رغم تحذيرات الأهالي من أضراره الصحية والبيئية الخطيرة.
وأضافت المصادر أن مسلحين حوثيين اختطفوا عدداً من أبناء القريتين، في حين تواصل عناصر الجماعة مطاردة البقية وتهديدهم بالسجن، ما دفع النساء إلى التصدي الميداني للمعدات التابعة للمستثمر الحوثي ومنعها من الدخول إلى المنطقة.
وأكد الأهالي أن أطقمًا مسلحة تابعة للمليشيا ما تزال تتمركز في محيط القريتين في محاولة لترهيب السكان، وسط حالة من الغضب الشعبي العارم نتيجة الإصرار الحوثي على المضي في تنفيذ المشروع الذي يصفه السكان بـ"كسارة الموت".
وظهرت نساء القريتين في مقاطع مصوّرة يتعهدن بمواصلة الصمود وعدم السماح بإنشاء المشروع مهما كانت التضحيات، قائلين بلهجة متحدّية: "لن نسمح بإقامة الكسارة ولو قرحت رؤوسنا!" — عبارة تحولت إلى شعار شعبي متداول في المنطقة.
وشددت المتظاهرات على أن المشروع ليس تنمويًا كما تزعم المليشيا، بل كارثة بيئية وصحية تهدد الأطفال والمزارع والهواء والمياه، محذّرات من أن الكسارة ستجعل الحياة في المنطقة جحيماً دائمًا من الغبار والضجيج والأمراض التنفسية.
ويأتي هذا الحراك النسائي الجريء في ظل محاولات مستثمر حوثي من محافظة عمران فرض المشروع بالقوة مستندًا إلى نفوذه السياسي والعسكري، مستخدمًا عناصر الجماعة لترهيب الأهالي وفرض الأمر الواقع.