آخر تحديث :الخميس-30 أكتوبر 2025-09:20ص
اخبار وتقارير

مركز دروب الخير للمكفوفين في تعز.. شعلة أمل تصارع المعاناة وتُخرج قناديل من نور رغم الظلام

مركز دروب الخير للمكفوفين في تعز.. شعلة أمل تصارع المعاناة وتُخرج قناديل من نور رغم الظلام
الثلاثاء - 28 أكتوبر 2025 - 10:34 م بتوقيت عدن
- تعز - نافذة اليمن - محرم الحاج

يُعد مركز دروب الخير للمكفوفين في مديرية القاهرة بمحافظة تعز نموذجًا فريدًا للمعاناة، وللأداء المتميز في الوقت ذاته، إذ يجسد الصبر والإصرار في تعليم وتأهيل شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، رغم شُحّ الإمكانيات وصعوبة الظروف، وعدم ملاءمة المبنى الذي لا يتناسب مع ظروف الطلاب والطالبات المتزايد عددهم يومًا بعد يوم.

لم تكمل عامها الخامس والعشرين، لكنها رغم فقدان بصرها تمتلك بصيرة نافذة وطموحًا لا يُقهر، فقد استطاعت أن تقول للعالم: "أنا هنا، أين أنتم؟"، مؤكدة أن العمى لا يلغي الطموح ولا يمنع الوصول إلى القمة.

إنها الكفيفة المبصرة (م. ن. ع)، شابة أكملت رسالة الدكتوراه، وأقرنت ذلك بـ حفظ القرآن الكريم كاملًا.

وعن تقبّل المجتمع لها، قالت بثقة: "لم أشعر أني أعمى، لأنني تقبلت فقد البصر بأريحية، فهو قضاء وقدر، وكان والدي دائم الحضور بجانبي ولم يشعرني يومًا بالعمى، ولهذا لم أشعر أني مختلفة مع وجوده".

وفي ردها على سؤال حول الصعوبات، أجابت بابتسامة:"حياتي كلها صعوبات، وأعاني دائمًا من التنمر، لكن هذا لا يعادل شيئًا أمام ضعف الميزانية".

وأضافت:"نصيحتي لذوي الإعاقة أن لا يقفوا عند شيء معين في الحياة، عليهم أن يستمروا، ولذوي الإعاقة البصرية خصوصًا أن يثبتوا وجودهم ويُظهروا قدراتهم، فالإصرار والعزيمة يصنعان المستحيل. ونصيحتي للمجتمع أن يتكاتف، فكلنا نكمل بعضنا بعضًا".

كما دعت (م. ن. ع) أصحاب المنصات الإعلامية والمواقع الإلكترونية إلى إعطاء المجال لذوي الإعاقة لنشر مقالاتهم وأخبار فعالياتهم، وتسليط الضوء على إبداعاتهم وما يصنعونه من محتوى هادف.

وخلال زيارة تفقدية أجراها اليوم الثلاثاء مدير عام مديرية القاهرة الأستاذ أحمد المشمر إلى مركز الخير لرعاية وتأهيل المكفوفين، اطلع عن قرب على الأنشطة والفعاليات التي يقدمها المركز للطلاب والطالبات، مؤكدًا على أحقية المكفوفين في نيل حقوقهم المشروعة والعيش بكرامة بين أفراد المجتمع من خلال الرعاية الكاملة.

وأضاف المشمر: "طموحنا يتمثل في إنشاء مركز متكامل ومتخصص بذوي الاحتياجات الخاصة، وخصوصًا المكفوفين".. مشيدًا بجهود إدارة المركز في الرعاية والتدريب والتأهيل، وتنمية قدرات المكفوفين وتبني أفكارهم لخدمة المجتمع.

وأشار إلى أن قيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ نبيل شمسان حريصة على دعم المشاريع والبرامج الخاصة بهذه الفئة.

من جهته، أوضح مدير المركز أن المركز يقدم خدمات تأهيلية وتعليمية للمكفوفين من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويهدف إلى تنمية مهاراتهم الاجتماعية والحياتية اليومية عبر منهج أكاديمي يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع.

وأشار إلى أبرز المعوقات والتحديات التي تواجه إدارة المركز، وعلى رأسها ضيق المبنى وعدم ملاءمته، وتهالكه، وعدم قدرة الإدارة على سداد أجور المعلمات والمواصلات وتنفيذ الأنشطة المختلفة.

ووجّه مدير المركز مناشدة للمسؤولين ورجال المال والأعمال والتجار والمنظمات الأممية والمحلية للإسهام في بناء مبنى خاص بالمركز، وتمويل تنفيذ برامج تدريبية وتأهيلية متكاملة تخدم هذه الفئة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها المركز.

وطالب بشكل خاص قيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ نبيل شمسان بالالتفات إلى شريحة المكفوفين، وخاصة الفتيات، مؤكدًا أنهن بحاجة ماسّة إلى الدعم والرعاية والوقوف إلى جانبهن.

وفي ختام حديثه، عبّر مدير المركز عن شكره وامتنانه لهذه الزيارة الصحفية الداعمة للمكفوفين، التي تسعى إلى إيصال صوتهم إلى المسؤولين والمجتمع بأكمله.