كشف برنامج الغذاء العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، عن إقدام مليشيا الحوثي الإرهابية خلال العام الجاري، على احتجاز ما يقارب 30 من موظفيه العاملين في المناطق الخاضعة لسيطرتها شمال البلاد، الأمر الذي أدى إلى شللٍ شبه كامل في أنشطة البرنامج الإنسانية.
وقال البرنامج، في أحدث تقرير له حول الوضع الإنساني في اليمن الصادر الثلاثاء، إن "قوات الأمن التابعة للحوثيين احتجزت 29 من موظفينا في شمال البلاد حتى الآن هذا العام"، مؤكداً أن الوصول إلى مكتب البرنامج في صنعاء لا يزال مستحيلاً منذ أن اقتحمته عناصر حوثية مسلحة أواخر أغسطس الماضي.
وأوضح التقرير أن جميع عمليات البرنامج في مناطق الحوثيين ما تزال معلقة للشهر الثاني على التوالي، بسبب الاحتجاز التعسفي المستمر لعشرات الموظفين الأمميين والعاملين في وكالات الإغاثة الإنسانية.
وأضاف البرنامج أن تعليق الأنشطة شمل تجميد تسجيل واستهداف المستفيدين من المساعدات في شمال اليمن، بالإضافة إلى توقف برامج التغذية المدرسية والمساعدات الغذائية تماماً، ما يهدد ملايين الأسر التي تعتمد على تلك المعونات كوسيلة للبقاء على قيد الحياة.
ويعد هذا التطور ضربة قاسية للجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الجوع في اليمن، حيث يعتمد أكثر من نصف السكان على المساعدات التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي.
ويرى مراقبون أن تصرفات المليشيا تمثل ابتزازاً سياسياً وإنسانياً ممنهجاً، يهدف إلى إخضاع المنظمات الدولية وإجبارها على العمل بشروط الجماعة، في تحدٍ صارخ للقانون الدولي الإنساني والاتفاقيات الأممية التي تضمن حرية العمل الإغاثي.
ويحذر خبراء إنسانيون من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انهيار منظومة المساعدات الأممية في مناطق الحوثيين، ويفتح الباب أمام أزمة مجاعة جديدة ستكون الأسوأ منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل عقد من الزمن.