آخر تحديث :الخميس-30 أكتوبر 2025-09:52م
اخبار وتقارير

خفايا واتهامات للإخوان.. موجة اغتيالات تستهدف قادة ألوية الشرعية في تعز ومأرب خلال أيام

خفايا واتهامات للإخوان.. موجة اغتيالات تستهدف قادة ألوية الشرعية في تعز ومأرب خلال أيام
المخلافي بعد نجاته من العملية
الإثنين - 27 أكتوبر 2025 - 11:23 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

تشهد مناطق سيطرة حزب الإصلاح الإخواني في كل من تعز ومأرب موجة جديدة من الاغتيالات الغامضة التي تستهدف قيادات بارزة في القوات الحكومية الشرعية، وسط تصاعد الشكوك حول تقصير أمني متعمد وتورط خلايا داخلية تعمل على تصفية خصومها داخل المؤسسة العسكرية.

ففي محافظة مأرب، تعرض اليوم الاثنين العميد الركن عبده عبدالله المخلافي، قائد اللواء 22 مشاة، لمحاولة اغتيال أثناء مروره في خط العبر – غويربان، ما أسفر عن إصابته بجروح بالغة واستشهاد سائقه في الهجوم الذي نفذه مسلحون مجهولون قبل أن يلوذوا بالفرار.

وأفادت مصادر عسكرية بأن الحادث وقع في منطقة صحراوية تخضع لانتشار مكثف للنقاط الأمنية والعسكرية التابعة لحزب الإصلاح، ما يثير تساؤلات حادة حول دور تلك النقاط في حماية القادة العسكريين وضمان أمن خطوط الإمداد الحيوية في مأرب.

وتأتي هذه العملية بعد أيام قليلة فقط من محاولة اغتيال استهدفت العميد عدنان رزيق، قائد اللواء الخامس حرس رئاسي، في مدينة تعز، حيث انفجرت عبوة ناسفة زرعت على جانب الطريق قرب السجن المركزي، ما أدى إلى مقتل اثنين من مرافقيه وإصابته بجروح.

ورغم تبنّي إعلام حزب الإصلاح رواية تفيد بأن الانفجار ناتج عن هجوم بطائرة مسيّرة حوثية، فإن مؤشرات ميدانية وشهادات أمنية أكدت أن الجريمة نُفذت بواسطة خلية داخلية مدرّبة تعمل بتنسيق مع أطراف نافذة داخل المدينة.

وبحسب بيانات صدرت عن محور تعز حينها، انفجرت عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق أثناء مرور موكب العميد رزيق قرب السجن المركزي، أعقبها بحسب بيان المحور قصف بقذائف هاون، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من مرافقي القائد وإصابته بجروح متفاوتة.

وسرعان ما أوردت وسائل إعلام وعسكرية تابعة لسلطة الإخوان في تعز أن الحوثيين هم من يقفون وراء العملية.

و رغم رواية محور تعز السريعة التي ألقت باللوم على الحوثيين، تصاعدت أصوات محلية ونشطاء وصحفيون للتشكيك في هذه الرواية، مشيرين إلى أدلة ميدانية أولية وملابسات تدل على أن التفجير قد تم عبر خلية محلية زرعت العبوة واستفادت من دعم لوجستي داخل المدينة، وليست عملية خارجية مباشرة.

بعض المراقبين أشاروا إلى تناقضات في سردية الإعلام العسكري الرسمي وتبدّلها بين "عبوة ناسفة" ثم "طائرة مسيّرة" في محاولة لطمس معالم الجريمة ومصدرها الحقيقي.

ويرى مراقبون أن تزامن العمليتين في محافظتين تخضعان كلياً لسيطرة حزب الإصلاح أمنياً وعسكرياً، يعكس وجود صراع داخلي متصاعد بين أجنحة الحزب داخل المؤسسة العسكرية، ومحاولات لتصفية قادة بارزين لهم مواقف وطنية رافضة لهيمنة التنظيم على القرارين الأمني والعسكري.

وأشار مراقبون إلى أن هذه الاغتيالات تمثل امتداداً لسلسلة طويلة من الجرائم التي طالت خلال السنوات الأخيرة عدداً من القادة العسكريين في تعز ومأرب، بينهم العميد عدنان الحمادي والعديني وأبو الصدوق وغيرهم، في ظل غياب أي نتائج حقيقية للتحقيقات وتكرار سيناريو التمويه الإعلامي والسياسي بعد كل جريمة.

ودعا ناشطون وسياسيون قيادة مجلس القيادة الرئاسي إلى فتح تحقيق عاجل ومستقل في حوادث الاغتيال الأخيرة، ومحاسبة المسؤولين الأمنيين والعسكريين عن التقصير أو التواطؤ، مؤكدين أن استمرار هذا المسلسل الدموي يهدد بتمزيق ما تبقى من بنية الجيش ويخدم أجندات القوى الانقلابية والإرهابية.