اختطفت سلطة صنعاء ممثلة بمليشيا الحوثي الإرهابية، خلال الساعات القليلة الماضية، عددًا من سكان قرية الخرابة بمديرية ذي السفال جنوبي محافظة إب، عقب شن حملة عسكرية مسلحة على القرية، تهدف إلى فرض إنشاء كسارة خرسانية لمستثمر حوثي، رغم الرفض الشعبي القاطع.
وأفادت مصادر محلية بأن القوة المهاجمة أطلقت النار لترويع الأهالي المدافعين عن أراضيهم، قبل تنفيذ عمليات الاختطاف لإجبارهم على قبول المشروع، في حين وصلت معدات ثقيلة إلى وادي ضبأ تحت حماية مسلحة يقودها وكيل المحافظة المعين من الحوثيين علي بن علي النوعة، لتمهيد الأرض للمشروع الذي يهدد صحة السكان وأراضيهم الزراعية.
وأضافت المصادر أن النوعة استقدم مستثمرًا من محافظة عمران، موفرًا له حماية عسكرية لدخول المعدات، في تكرار لمحاولة سابقة فاشلة في ديسمبر 2024، حين تصدى الأهالي للمشروع وتمكنوا من طرد المعدات بعد اشتباكات دارت مع الحماية المسلحة، ما اضطر المستثمر وقواته إلى الانسحاب.
وتشير المصادر إلى أن المليشيا الحوثية خلال السنوات الأخيرة وسّعت منح تراخيص إنشاء كسارات وخلاطات أسمنتية في بلدات متعددة بمحافظة إب، متجاهلة المخاطر الصحية والبيئية التي تهدد السكان والمزارع.
وفي السياق نفسه، اشتكى أهالي منطقة المنقودة بمديرية المخادر شمال إب من إقامة مصنع وكسارة الأحجار بالقرب من مساكنهم، مؤكدين أن المشروع تسبب في تشقق منازلهم، وإصابة الأهالي بأمراض صدرية وتنفسية، وإتلاف محاصيلهم الزراعية.
وطالب السكان في شكوى رسمية نقل المصنع والكسارة إلى أماكن بعيدة عن المساكن والمزارع، معتبرين استمرار المشاريع الحوثية في تلك المناطق اعتداءً على حقوقهم وتهديدًا مباشرًا لحياتهم وصحتهم.
ويحذر مختصون بيئيون وصحيون من استمرار منح تراخيص هذه المشاريع دون دراسة جدية، مشيرين إلى أنها تزيد من تلوث الهواء، وتضر بالمياه والتربة، وتضعف البنية التحتية للمناطق السكنية والزراعية، مؤكدين أن استمرارها يعكس إصرار قيادات الحوثي على تجاهل حقوق السكان والأضرار البيئية في إب وغيرها من المحافظات.