آخر تحديث :الخميس-23 أكتوبر 2025-05:50م
اخبار وتقارير

تهدد حياة اليمنيين.. الحوثي يمرر صفقة باكستانية مغشوشة بأكياس أسمنت عمران

تهدد حياة اليمنيين.. الحوثي يمرر صفقة باكستانية مغشوشة بأكياس أسمنت عمران
الأربعاء - 22 أكتوبر 2025 - 10:54 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

كشفت مصادر وثيقة الاطلاع، مساء الأربعاء، عن واحدة من أخطر قضايا الفساد والغش التجاري التي تقف وراءها مليشيا الحوثي، بعد تمريرها صفقة أسمنت باكستاني رديء عبر ميناء الصليف في محافظة الحديدة، تم تغليفه بشعار "مصنع أسمنت عمران" لإيهام السوق اليمنية بأنه إنتاج محلي، في عملية وصفت بأنها "جريمة اقتصادية مكتملة الأركان" تهدد سلامة المباني وحياة المواطنين.

وتفيد المعلومات، بوصول باخرة إلى الميناء تحمل أكثر من مليون كيس من الأسمنت الباكستاني منخفض الجودة (بقوة 22.5 فقط)، بينما تصل قوة أسمنت عمران الأصلي إلى (42.5)، ما يجعله غير صالح للبناء الإنشائي وإنما لأعمال التشطيب فقط.

المصادر أوضحت أن الصفقة تقف خلفها شبكة من التجار الحوثيين بالتنسيق مع مسؤولين في "المؤسسة اليمنية العامة لصناعة وتسويق الأسمنت"، الذين حصلوا على رشى مالية تجاوزت المليار ريال مقابل تمرير الشحنة وتغليفها بأكياس مصنع عمران الرسمي، رغم أن المصنع متوقف عن الإنتاج منذ أشهر.

وأكدت أن نحو 700 ألف كيس لا تزال محتجزة داخل مخازن الميناء في حوش الفحم، بينما تم تهريب كميات أخرى إلى الأسواق المحلية، وسط مخاوف من استخدامها في مشاريع البناء، ما قد يؤدي إلى انهيارات كارثية في المباني مستقبلاً.

ورغم خطورة الفضيحة، أصدرت المؤسسة التابعة للحوثيين بيانًا حاولت فيه تبرير الصفقة بزعم أنها جاءت لتغطية النقص في السوق بعد “توقف مصانع عمران وباجل بسبب القصف الإسرائيلي”، مدعية أن الأسمنت المستورد “مطابق للمواصفات وخضع للفحص الفني”، وأن تغليفه بشعار أسمنت عمران “يهدف لحماية المستهلك”.

لكن المراقبين اعتبروا البيان اعترافًا رسميًا بالتزوير والغش التجاري، إذ أقر ضمنيًا باستيراد الأسمنت الأجنبي وتغليفه بشعار المصنع اليمني رغم توقفه، في تناقض فاضح يفضح حجم الفساد المالي والإداري داخل المؤسسة.

وأكد خبراء اقتصاديون أن هذه القضية تشكل تهديدًا مباشرًا للاقتصاد الوطني وسمعة الصناعات المحلية، مشيرين إلى أن تبريرات الحوثيين "ليست سوى محاولة للتغطية على صفقة فساد ضخمة"، داعين إلى فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المتورطين من المسؤولين والتجار.

وفي الأوساط الشعبية، أثارت الفضيحة غضبًا واسعًا على مواقع التواصل، حيث وصف ناشطون ما جرى بأنه "غش قاتل" و"استهتار بأرواح الناس"، مؤكدين أن بيان المؤسسة الحوثية فضح نفسه بنفسه.

وأشار آخرون إلى أن القضية تعيد للأذهان فضائح البترول المغشوش التي مرت سابقًا دون محاسبة، معتبرين أن الفساد في مناطق الحوثيين أصبح ممنهجًا ومحميًا بغطاء رسمي.