احتشد المئات من أبناء مدينة تعز ظهر اليوم الجمعة في ساحة العدالة بشارع جمال وسط المدينة، لأداء صلاة "جمعة العدالة والإنصاف" ضمن مخيم الاعتصام المفتوح المطالب بالكشف عن قتلة مدير عام النظافة افتِهان المشهري والطالب حسين الصوفي وغيرهما من ضحايا الفوضى الأمنية التي تعصف بالمحافظة.
ورفع المحتشدون شعارات غاضبة تندد بما وصفوه بـ"التراخي المتعمد" و"التواطؤ المريب" من قبل الأجهزة الأمنية، بعد توقف الحملة الأمنية التي كانت تتعقب المتورطين في جرائم الاغتيالات والنهب، وسط اتهامات متصاعدة لقيادات في محور تعز والسلطة المحلية بالتقاعس والتستر على الجناة.
وأكد المعتصمون استمرارهم في الاحتجاج حتى تحقيق العدالة الكاملة وضبط كافة المطلوبين، مشيرين إلى أن مرور أكثر من شهر على اغتيال المشهري دون إحراز تقدم حقيقي في القضية يمثل فضيحة أمنية وإنسانية تمس هيبة الدولة وكرامة المدينة.
خطيب الجمعة في ساحة الاعتصام وجه رسائل حادة إلى السلطات المحلية والأمنية، مطالباً إياها بتحمل مسؤولياتها أو تقديم استقالاتها، بعد أن "عجزت عن إدارة محافظة لا يتجاوز نطاق سيطرتها 40% من مساحتها الأصلية"، وفق تعبيره.
وشدد المحتشدون على أن تحركاتهم تأتي نصرةً لدماء الضحايا والمظلومين، ومطالبةً بمحاسبة المتورطين في القتل والنهب واستغلال الوظائف العامة لتحقيق مصالح شخصية على حساب أمن واستقرار تعز.
يأتي ذلك في وقت تداولت فيه مصادر محلية أنباء عن إحالة المتهم محمد سعيد المخلافي إلى السجن المركزي بعد أسبوعين من اعتقاله، وهي خطوة لم تؤكدها بعد الجهات الأمنية، ما أثار مزيداً من الشكوك حول نزاهة وشفافية التحقيقات، خاصة في ظل عدم ضبط هواتف المتهمين أو الكشف عن بقية المشاركين في الجريمة.