آخر تحديث :الجمعة-17 أكتوبر 2025-01:19ص
اخبار وتقارير

عائلة ثرية تخدع شاب فقير وتسرق كبده ثم تتخلى عنه بعد إنقاذهم أحد أبنائها في إب

عائلة ثرية تخدع شاب فقير وتسرق كبده ثم تتخلى عنه بعد إنقاذهم أحد أبنائها في إب
الخميس - 16 أكتوبر 2025 - 11:26 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - خاص

شهدت محافظة إب واقعة تقشعر لها الأبدان، وهي واحدة من أبشع صور الاستغلال واللا إنسانية، والتي كشفت تفاصيلها الناشطة المعروفة بالمنطقة نجود علي وتمثلت في مأساة مؤلمة بطلها شاب فقير من أبناء مديرية حبيش، لم يتجاوز التاسعة عشرة من عمره، خُدع بوعود كاذبة ليُمنح نصف كبده لإنقاذ أحد أبناء أسرة ثرية، قبل أن يُرمى مريضاً ومنهكاً دون علاج أو وفاء.

تعود تفاصيل القصة، بحسب رواية الناشطة على موقع فيس بوك مساء اليوم الخميس، إلى الشاب العامل بالأجر اليومي الذي يعيش من عمل "المفرس والمجرفة"، حين اقتربت منه أسرة صديق صالح عازب – أحد أبناء منطقة العود والمقيم في مفرق حبيش – بعد إصابة الأخير بمرض تليف الكبد، ورفض إخوته وأقاربه التبرع له بجزء من كبدهم.

استدرجت الأسرة الشاب الفقير بالكلمات المعسولة والوعود المشرقة، ووعدوه بقطعة أرض، وتكاليف الزواج، وحتى بالسفر إلى أمريكا عبر أقاربهم هناك، إن هو تبرع بجزء من كبده لإنقاذ المريض.

وبحسن نية وبقلب نقي، وافق الشاب وسافر مع العائلة إلى مصر حيث أجريت العملية بنجاح، ونُقل نصف كبده إلى المريض الذي تعافى لاحقاً. ورغم توصيات الأطباء ببقاء المتبرع تحت العناية ثلاثة أشهر على الأقل، أصرّت العائلة على العودة بعد شهر واحد فقط، ليبدأ فصل جديد من الخيانة والنكران.

فور عودتهم إلى اليمن، تركوه وحيداً يصارع الألم والتقيح في جسده، بينما تكفلت الأسرة بعلاج ابنهم في أفضل المستشفيات الخاصة.

و ظل الشاب طريح الفقر والخذلان، عاجزاً حتى عن دفع أجرة المواصلات إلى المستشفى الحكومي، بينما فقد قدرته على العمل الشاق الذي كان يعتاش منه.

وبعد تعافي نسبي، طالب الشاب الأسرة بالوفاء بوعودها، بالأرض والزواج والعلاج، فقوبل بالمماطلة والتسويف، و كتبوا له ورقة التزام صورية لم ينفذوها حتى اليوم، رغم مرور ثلاث سنوات على العملية.

وفي ردٍّ صادم، قال المريض الذي أنقذه الشاب: "لو ما يدي الله عنزوجه"، فيما زعم شقيقه يوسف عازب أنهم منحوه "قصبة أرض" لا تتجاوز قيمتها 50 ألف ريال فقط، بينما تجاهل جبران عازب المقيم في أمريكا الرد تماماً.

القضية، التي أثارت غضباً واسعاً على وسائل التواصل الاجتماعي، تحولت إلى صرخة إنسانية تطالب بإنصاف الشاب المظلوم، ومحاسبة الأسرة التي استغلت فقره وباعت إنسانيّتها مقابل حياة أحد أبنائها.

اختتمت الناشطة نجود علي منشورها بالقول: "شاب فقير منح جزءاً من كبده لينقذ إنساناً من الموت... فجازوه بالجحود والخذلان. لا أرض، ولا زواج، ولا علاج، ولا كلمة وفاء واحدة. فهل يعقل أن يحدث هذا في بلد الحكمة والإيمان؟".