تشهد العاصمة عدن، منذ فجر اليوم الخميس، انهيار شامل في خدمة الكهرباء، وسط موجة حر خانقة تجاوزت حدود التحمل، ما أشعل غضب واسع في أوساط المواطنين الذين يعيشون ساعات طويلة في ظلام دامس مقابل تشغيل لا يتعدى الساعتين في اليوم.
وقال سكان في مديريات التواهي، المعلا، صيرة، المنصورة، والشيخ عثمان، إن الانقطاعات بلغت مستويات غير مسبوقة، حيث تعطلت المولدات المنزلية وتلفت المواد الغذائية والأدوية، في وقت توقفت فيه أنشطة المحلات التجارية والمرافق الصحية والخدمية بالكامل.
مصادر في مؤسسة الكهرباء، بينت أن الأزمة تفاقمت بسبب نفاد كميات الوقود المخصصة لمحطات التوليد، ما أدى إلى توقف عدد من التوربينات بشكل متتابع خلال الأيام الأخيرة، وسط غياب أي إمدادات جديدة بالديزل أو المازوت لتغطية العجز المتزايد.
ويأتي هذا الانهيار وسط صمت رسمي مطبق، في وقت تتصاعد فيه موجة السخط الشعبي والدعوات لمحاسبة المسؤولين عن الفشل المزمن في إدارة ملف الكهرباء، الذي أصبح كابوساً يومياً يهدد حياة المواطنين ومعيشتهم.
وحذّر سكان من أن استمرار الأزمة دون حلول عاجلة سيقود إلى كارثة إنسانية، خاصة مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة والرطوبة، مؤكدين أن المدينة "لم تعد قادرة على الصمود في ظل انعدام الكهرباء التي يعتمد عليها تشغيل المياه والمستشفيات والاتصالات".