وجّه النائب البرلماني عبده بشر انتقادًا لاذعًا للخطاب الدعائي الذي تبرر به الجماعة ممارساتها القمعية، ساخراً من تكرار شعار "من أجل الوطن" لتبرير الانتهاكات بحق المواطنين، واصفًا ما يحدث في البلاد بأنه "لعنة القدر".
وقال بشر، وهو عضو في مجلس النواب الخاضع لسيطرة الحوثيين بصنعاء، في تغريدة نشرها على منصة إكس (تويتر سابقاً): "يمارسون الإرهاب والاعتقال والتخوين والنهب والتجويع والحرب والظلم ويكممون الأفواه... وكل هذا من أجل هذا الشعب والوطن: كما تصور لهم شياطينهم."
وأضاف النائب البرلماني في تغريدته: "كل طرف من جهته لا يرعى إلا ولا ذمة في المواطن والوطن.. إنها لعنة القدر."
ويُعدّ تصريح بشر من التصريحات النادرة التي تصدر من برلمانيين موالين للحوثيين في صنعاء، خصوصًا أنه يتضمن انتقادات صريحة لما وصفه بـ"الإرهاب والتجويع والظلم"، وهي ممارسات ارتبطت في السنوات الأخيرة بسيطرة الجماعة على مؤسسات الدولة ونهب الإيرادات وحرمان الموظفين من رواتبهم منذ عام 2016.
ويرى مراقبون أن هذا التصريح يعكس حالة التململ المتزايدة داخل الدوائر الرسمية والبرلمانية في صنعاء من هيمنة الميليشيا على القرار العام، واستخدامها خطابًا شعبويًا لتبرير الانتهاكات والتجاوزات التي طالت مختلف فئات المجتمع.
وتأتي تغريدة بشر في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة الحوثيين تصاعدًا في الانتهاكات ضد الصحفيين والنشطاء والنساء، إلى جانب تدهور الأوضاع المعيشية وفرض مزيد من الجبايات والإتاوات تحت ذريعة "دعم الجبهات" و"خدمة الوطن".
ويرى محللون أن الخطاب الذي انتقده بشر يعبّر عن تضليل ممنهج تمارسه الجماعة لتبرير ممارساتها القمعية، حيث تُصوّر قمع الحريات وتجويع المواطنين كجزء من "الصمود الوطني" في مواجهة ما تسميه العدوان الخارجي.
وتعكس تصريحات النائب عبده بشر، بحسب مراقبين سياسيين، صرخة احتجاج داخلية ضد استغلال مفهوم الوطن لتكريس الاستبداد والفساد، في ظل غياب مؤسسات رقابية مستقلة واحتكار القرار العام من قبل قيادات الجماعة.