تشهد محافظة تعز كارثة بيئية متفاقمة، بعد أن انتشرت الكلاب الضالة والمسعورة في شوارع المدينة والأحياء السكنية ومراكز المديريات، ما أثار خوفًا شديدًا بين السكان، خصوصًا الأطفال وكبار السن، وسط غياب أي حلول حكومية فعالة.
وأكد الأهالي أن حوادث هجمات الكلاب تصاعدت بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، ما دفعهم لتوجيه بلاغ عاجل إلى الدكتورة إيلان عبد الحق، القائمة بأعمال مدير صندوق النظافة والتحسين، للتدخل العاجل واتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة قبل تفاقمها أكثر.
مطالب شعبية وصمت رسمي
أوضح عدد من الأهالي أن الكلاب الضالة أصبحت تهدد الطلاب أثناء توجههم إلى المدارس في الصباح الباكر، بينما تحولت ممارسة الرياضة الصباحية إلى مخاطرة، كما حدث مع الشاب محمد نبيل الذي نجا بصعوبة من هجوم مجموعة كلاب أثناء ممارسته الرياضة.
وأشار الناشط منير سعيد إلى أن بعض الكلاب قد تكون حاملة لأمراض قاتلة مثل داء الكلب، الذي قد يؤدي إلى الوفاة أو إصابات دائمة، مضيفًا أن نباح الكلاب ليلاً يحرم الأهالي من النوم ويخيف الأطفال، ما يستدعي تدخلًا عاجلًا للحد من تكاثرها السريع.
وأكد عضو في المجلس المحلي أن المشكلة أُحيلت مرارًا إلى صندوق النظافة والتحسين، إلا أن قيادة الصندوق اعتذرت عن التحرك بحجة عدم توفر المبيدات اللازمة للقضاء على الكلاب، والمتوفرة فقط في مناطق سيطرة الحوثيين.
تحذيرات الأطباء
حذر الدكتور فؤاد العريقي من خطورة داء الكلب الفيروسي، الذي ينتقل من لعاب الحيوانات المصابة إلى البشر عبر العض أو خدوش الجلد المفتوحة.
وأضاف أن الحيوانات المصابة تظهر سلوكًا عدوانيًا غير طبيعي، داعيًا إلى تنفيذ برامج تثقيفية وتوفير لقاحات مضادة لداء الكلب لتقليل معدلات الإصابة وحماية السكان.
المقابر تتحول إلى مأوى للكلاب
مع تزايد الإهمال الرسمي، تحولت عدد من المقابر داخل المدينة إلى مقالب للقمامة ومأوى للكلاب الضالة والزواحف، في انتهاك صارخ لحرمة الموتى وتهديد مباشر لحياة السكان المجاورين.
وأكد نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي أن الإهمال من السلطات المحلية، صندوق النظافة، ومكتب الأوقاف ساهم في تحويل المقابر إلى بيئة ملوثة، حيث باتت مرتعًا للروائح الكريهة والحيوانات الضالة، خصوصًا خلال الليل.
وطالب الأهالي القائمة بأعمال مدير صندوق النظافة ومكتب الأوقاف بـ رفع أكوام القمامة، واستكمال بناء أسوار المقابر، وتركيب بوابات تحميها من العبث والامتهان، مشددين على ضرورة تفعيل الدور الرقابي وردع كل من يساهم في تحويل المقابر إلى مكب نفايات.
تحرك شعبي واحتجاجات مرتقبة
أفاد سكان بجوار مقبرة الأوجينات أن الكلاب الضالة أصبحت مشهدًا يوميًا في شوارع المدينة، بل تجرأت على دخول الأحياء السكنية، وغالبًا ما تختبئ في المقابر أو تبحث عن طعام وسط أكوام القمامة، مما يمثل خطرًا حقيقيًا على الأطفال والسكان المجاورين.
وفي ظل هذا الواقع المأساوي، دعا الأهالي الصحفيين والكتّاب والناشطين للوقوف بجانبهم في معركتهم لحماية حرمة الموتى وكرامة الأحياء، مؤكدين أنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام الإهمال المستفز، وأنهم يخططون لـ خطوات احتجاجية لتسليط الضوء على الكارثة.
ويبقى السؤال: هل ستشهد تعز تحركًا جادًا من الجهات المعنية، أم أن كارثة الكلاب الضالة المسعورة ستستمر في تهديد حياة السكان دون حلول ملموسة؟