كشف الخبير الاقتصادي علي التويتي، مساء اليوم الاربعاء، عن فضيحة مالية كبرى تضرب قطاع الجمارك في منفذ شحن بمحافظة المهرة، محذرًا من أن قرار رفع الرسوم الجمركية بنسبة 100% لن يعود بالنفع على الشعب، بل سيصب في جيوب الفاسدين الذين ينهبون الإيرادات قبل أن تصل إلى خزينة الدولة.
وقال التويتي في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، إن القاطرات التجارية مكدسة حاليًا في المنفذ بعد رفض التجار التعامل مع الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها السلطات في المهرة، مؤكدًا أنه "ليس ضد رفع الرسوم إذا كانت ستنعكس بخدمات ومشاريع ورواتب للمواطنين"، لكنه شدد على ضرورة وقف الفساد أولًا قبل أي زيادة.
وارفق التويتي مع منشوره فيديو مصور لمنفذ شحن حيث يظهر تكدس عشرات الشاحنات التي تنقل البضائع القادمة من خارج اليمن إلى مختلف المحافظات.
وأوضح التويتي بالأرقام أن الدولة لا تحصل سوى 30% فقط من البضائع المستوردة المسجلة رسميًا، بينما يتقاسم موظفو الجمارك 20% إضافية مقابل التهرب الجمركي، ليكون إجمالي ما يدفعه التاجر 50% فقط من قيمة الرسوم، ما يعني أن الدولة تخسر 70% من الإيرادات الجمركية منذ البداية.
وأضاف أن الفساد يتواصل داخل البنك المركزي فرع المهرة، حيث يتم إصدار شيك بقيمة 500 مليون ريال مقابل توريد 400 مليون فقط، في حين يستعين المحصل الجمركي بصراف يورد المبلغ نيابة عنه مقابل عمولة كبيرة، لينتهي الأمر بأن يقتسم الطرفان 100 مليون ريال كأرباح شخصية، بينما تتآكل أموال الدولة بنسبة تصل إلى 77.5% من إجمالي الرسوم المفترضة.
وأشار التويتي إلى أن هذه الممارسات تُحدث خللاً في الدورة النقدية وتدمر الاقتصاد الوطني، إذ تتسرب الإيرادات ولا تعود كرواتب أو مشاريع، مما يؤدي إلى انكماش اقتصادي وفقدان الوظائف وذوبان الطبقة الوسطى، لتصل نسبة الفقر في اليمن إلى نحو 80%، في مقابل ثراء فاحش لطبقة لا تتجاوز 10% من الفاسدين.
واختتم الخبير الاقتصادي حديثه بتساؤل لاذع: هل يُعقل أن نوافق على رفع الرسوم لكي يستفيد 10% من الفاسدين على حساب 90% من الشعب؟".
مؤكدًا أن الفساد في اليمن متغلغل في كل شبر دون استثناء، لكن الفارق يكمن فقط في الأساليب التي يُمارس بها النهب العام.
وفي تصريح خاص، قال أحد تجار الفواكه في مديرية المعلا بالعاصمة عدن، اليوم الاربعاء، لنافذة اليمن، أن رسوم ثلاجات الفواكه (شاحنات التبريد) أرتفعت خلال اليومين الماضيين من ثمانية مليون ريال يمني إلى 25 مليون ريال يمني.
واضاف التاجر مصطفى وهو من أبناء محافظة تعز، أن أسعار الفواكه ارتفعت اليوم بشكل كبير كون رفع رسوم الجمارك انعكس على البرتقال والتفاح وباقي الفواكه المستوردة.
يأتي ذلك اضافة الى ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية التي كانت قد انخفضت خلال الأسابيع الماضية مع انخفاض سعر الصرف وتحسن قيمة العملة الوطنية.