كشف الصحفي جميل الصامت، مساء اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل مروعة في تقرير الطب الشرعي لجثمان محمد صادق، المتهم الأول بقتل الشهيدة افتهان المشهري، مدير صندوق النظافة بتعز.
التقرير، الذي وصفه الصامت بـ "الفضيحة"، نسف بشكل قاطع إدعاءات شرطة تعز التي ضللت الرأي العام حول عملية إعدام المتهم، مؤكداً وجود ثلاثين طلقة وشظية اخترقت جسد محمد صادق من أسلحة متعددة وفي أنحاء متفرقة من جسده، والأخطر، أن إطلاق النار تم من مسافة تكاد تكون صفرية.
هذه التفاصيل الصادمة تتناقض بشكل جذري مع الرواية الأمنية التي قدمتها شرطة تعز الإخوانية حول كيفية مقتل المتهم، والتي شكك بها الشارع والرأي العام منذ اللحظة الأولى لتقديم جثمان صادق هامداً على متن أحد الأطقم إلى ساحة الاعتصام لتهدئة الغضب الجماهيري.
الصحفي الصامت أكد أن ما كشفه تقرير الطب الشرعي ليس مجرد تناقض، بل "فضيحة مدوية" تكشف أن الشرطة متورطة في "تزييف للوعي وتضليل للرأي العام"، وتؤكد "بما لا يدع مجالاً للشك أننا أمام جهة فاقدة للحياد والمهنية وليست مؤهلة لتولي التحقيق أو جمع الأدلة".
وأشار إلى أن الشرطة ليست فقط متقاعسة، بل متورطة في الجريمة عبر:
التقاعس عن القيام بدورها منذ تسلمها مذكرة المحافظ (رئيس اللجنة الأمنية) في الـ 18 من أغسطس، أي قبل شهر من وقوع الجريمة، للقبض على الجاني وتوفير الحماية للمجني عليها.
التستر على الجناة بادعائها زوراً أنها من قامت بتصفية أحد المتهمين، في محاولة لإضاعة الحقيقة وتوفير "طوق نجاة" للقتلة الفعليين خدمة "لأجندة سياسية".
وفي ظل ما كشفته المشرحة الذي "يكذب إدعاءات شرطة الإخوان وناطقهم الموقوف"، يشدد الصامت على أن الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً من الجزائية المتخصصة في عدن، والمطالبة بنقل القضية إلى هناك.
ويرى أن النيابة في تعز لم تقم بواجبها وتركت مسرح الجريمة عرضة لعبث "أجهزة شرطة غير مؤهلة وغير محايدة"، مؤكداً أن "الشارع صدق" فيما ذهب إليه بأن المقتول محمد صادق سيتم تصفيته من "العصابة المشاركة معه في الجريمة"، وهو ما دفع الشرطة "لتحمل جريمة تصفية لم تقم بها" لتغطية على الحقيقة.