آخر تحديث :الإثنين-13 أكتوبر 2025-12:53ص
اخبار وتقارير

حديث صالح يستفز مخابرات الحوثي في صنعاء.. الجماعة تداهم منزله بـ3 سيارات

حديث صالح يستفز مخابرات الحوثي في صنعاء.. الجماعة تداهم منزله بـ3 سيارات
الأحد - 12 أكتوبر 2025 - 11:04 م بتوقيت عدن
- نافذة اليمن - عدن

لم يدرك الناشط صالح القاز أن حديثه عن موت الناس جوعاً سيستفز مخابرات الحوثيين، ويتسبب في مداهمة مسكنه واقتياده إلى سجن غير معروف، حيث تتعامل المليشيات بقسوة شديدة تجاه أي مطالب بتحسين المستوى المعيشي للسكان وصرف رواتب الموظفين المقطوعة منذ تسعة أعوام.

المليشيات الحوثية التي تخشى انتفاضة شعبية جراء اتساع مساحة الفقر والجوع في مناطق سيطرتها، تمكنت خلال العامين الماضيين من إسكات الأصوات التي تطالب بصرف رواتب الموظفين المقطوعة أو الحديث عن الجوع الذي يواجه الملايين، لكنها اليوم ومع التوصل إلى اتفاق وقف النار في غزة باتت أكثر خشية من انتفاضة شعبية على خلفية هذه المطالب.

وذكرت مصادر حقوقية في صنعاء أن ثلاث سيارات تتبع جهاز المخابرات الذي يديره علي حسين الحوثي، نجل مؤسس الجماعة الحوثية، داهمت منزل القاز على خلفية منشور له في مواقع التواصل الاجتماعي تحدث فيه عن معاناة السكان في مناطق سيطرتهم من الجوع.

وقالت المصادر إن نحو 25 من عناصر الجماعة الملثمين اقتحموا المنزل واقتادوا القاز بطريقة مهينة، واستخدموا العنف أثناء المداهمة، ما أثار غضباً واسعاً لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

ووفق ما ذكرته المصادر، فقد اقتيد الناشط إلى مكان غير معروف ودون أمر قضائي، ولا تهمة فعلية سوى التعبير عن معاناة قطاع عريض من سكان تلك المناطق، الذين كان أغلبهم يعيشون على المساعدات الإغاثية.

وخُفضت هذه المساعدات تدريجياً خلال السنوات الأخيرة، إذ تم استبعاد نحو 9 ملايين شخص من قائمة المستحقين قبل أن تُعلَّق مؤخراً بعد مداهمة الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة واحتلالها واعتقال العشرات من العاملين فيها.

و كان الناشط صالح القاز عبّر عن سعادته بحديث أحد الممثلين المؤيدين للحوثيين عن معاناته وزملائه من الفقر، لأن ذلك سيخفف من النقد الذي سيُوجَّه له عندما يقول إن الناس يموتون من الجوع وفي حالة يُرثى لها، حيث كان يُتَّهم بالمبالغة والكذب. وقال إن هذا الممثل وغيره من المحسوبين على الحوثيين سيكون كلامهم محل قبول لدى الجماعة، ويمكن أن يستجيبوا لشكوى مؤيديهم ومن ثم يعيدون التفكير في الوضع، ويشعرون بحالة السكان.

وعبّر الناشط عن ثقته بأن الحوثيين سيأخذون كلام الممثل المؤيد لهم بجدية ويعالجون الأمر بأسرع وقت، وتمنى ألا ينسوا معاناة بقية السكان لأن حالتهم أسوأ، وقال: «إذا كان الممثل الذي هو تبعكم يشكو، فما بالكم بالمواطنين العاديين؟».

كما امتدت حملة الاستنفار الحوثية ضد الداعين للابتهاج بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى أحد باعة الخضراوات الذي عبّر عن سعادته بذلك الاتفاق؛ لأنه سيتمكن من فتح محله يوم الجمعة من كل أسبوع، إذ كان يُجبر من الحوثيين على إغلاقه بسبب التجمعات الأسبوعية التي كانوا يقيمونها في ساحة العروض بميدان السبعين جنوب صنعاء، حيث شنّ أتباع الجماعة حملة تخوين للرجل، ودعوا لإغلاق محله.

وعلى مدى يومين، كان لافتاً انشغال المجموعة الإعلامية الإلكترونية لمخابرات الحوثيين في مهاجمة صاحب المحل والدعوة للتوقف عن الشراء منه، واتهامه بالعمالة والارتزاق، والطعن في معتقداته ونسبه بسبب ما صدر منه ومشاركته سكان قطاع غزة الفرحة بانتهاء الحرب.

وفي سياق متصل، كشف ناشطون في محافظة إب أن مخابرات الحوثيين اعتقلت عريساً مع أسرته بالكامل، كانوا في طريقهم إلى مديرية العدين غرب إب، وأعادوا العروس إلى صنعاء، فيما لا يزال العريس وأقاربه في سجن غير معروف منذ نهاية يوليو (تموز) الماضي وحتى اليوم.

وحسبما ذكر الناشطون، فإن أسرة كاملة من بيت الفخري أُخذت من نقطة تفتيش «نقيل يسلح» حيث مدخل صنعاء الجنوبي، وتضم الأب والابن والعم أثناء توجههم إلى محافظة إب بعد إتمام عرس ولدهم إبراهيم ومعهم عروسه، وكانوا في سيارة الزفاف عندما أوقفتهم النقطة الأمنية وبدأت بتفتيش السيارة تفتيشاً دقيقاً، وعندما لم يجدوا شيئاً، صدرت الأوامر باعتقالهم.

وذكر الناشطون أن العروس أُعيدت إلى صنعاء، والزوج والأب والعم أُخذوا إلى مكان مجهول حتى الآن، ولم يُسمح لهم بزيارتهم أو التواصل مع محاميهم حتى اللحظة، حيث لا تعرف العروس أين أُخذ زوجها وبقية أسرتها منذ ذلك التاريخ، وتطالب الأسرة بمعرفة مكان المختطفين أو التهم الموجهة إليهم.