قالت ألمانيا، إن مليشيا الحوثي أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تكون شريكًا في السلام، أو تستمر في طريق الصراع والانقسام، داعيةً إيران إلى الكف عن زعزعة استقرار المنطقة إذا كانت جادة في إثبات حسن نواياها.
وأعرب السفير الألماني لدى اليمن توماس شنايدر، في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط"، عن قلق بلاده البالغ من هجمات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر واحتجاز موظفي الأمم المتحدة، واصفًا هذه الأفعال بأنها غير مقبولة وتمثل تحديًا للمجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن على الحوثيين مراجعة مواقفهم وتحديد ما إذا كانوا يريدون أن يكونوا جزءًا من الحل أو المشكلة.
وشدد السفير على أن اليمن بحاجة إلى حكومة قوية وموحدة، لافتًا إلى أن المجتمع الدولي يحتاج إلى شريك يمني فاعل يمكن الاعتماد عليه، داعيًا الأطراف اليمنية إلى التوافق وتوحيد الصفوف لخدمة مصالح الشعب وتحقيق الاستقرار..
وأكد شنايدر أن السعودية دولة محورية لا يمكن التوصل إلى حل للأزمة اليمنية دونها، مشيرًا إلى التنسيق الوثيق بين برلين والرياض في الملف اليمني، ومشيدًا بجهود السفير السعودي محمد آل جابر ودور المملكة في دعم الحل السلمي.
وفيما يتعلق بإيران، قال السفير الألماني، إن اليمن يمثل الاختبار الحقيقي لإثبات حسن نوايا طهران، مضيفًا: إذا كانت إيران تسعى فعلًا لتعزيز الاستقرار الإقليمي، فعليها التوقف عن دعم المليشيات والالتزام بسياسة حسن الجوار .
كما أكد شنايدر استمرار بلاده في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية لليمن، موضحًا أن ألمانيا قدّمت منذ عام 2015 مليارات الدولارات دعمًا لليمن في مجالات الغذاء والتنمية ومكافحة الهجرة غير النظامية، ومؤكدًا أن برلين ستواصل دعمها للشعب اليمني وتأييد جهود السلام التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة هانس غروندبرغ.