استبعد برنامج الغذاء العالمي (WFP) مديرية القاهرة بمحافظة تعز من عملية المسح الميداني والاستهداف في المرحلة القادمة، رغم ما تعيشه المديرية من أوضاع إنسانية واقتصادية قاسية.
وكشف أمين عام المجلس المحلي بمديرية القاهرة، عبد الملك أمين، في تصريح خاص، أن قرار الاستبعاد جاء رغم توفر كافة المؤشرات التي تؤكد حاجة السكان الماسة إلى الدعم الغذائي العاجل، مؤكداً أن السبب المعلن من قبل البرنامج هو عدم تسجيل ارتفاع ملحوظ في مؤشر نسبة الجوع في المديرية.
وأوضح “أمين” أن هذا التبرير يعكس قصوراً واضحاً في آليات التقييم المتبعة، مشيراً إلى أن القرار يهدد حرمان آلاف الأسر الضعيفة التي تعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات الغذائية من حقها في العيش الكريم.
ودعا المسؤول المحلي برنامج الغذاء العالمي إلى مراجعة نتائج المؤشرات والنظر إلى الواقع الميداني والإنساني الحقيقي بعيداً عن الأرقام والنسب المجردة، لضمان وصول الدعم إلى مستحقيه دون تمييز أو استثناء.
ويواجه سكان مديرية القاهرة أزمة معيشية خانقة جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تشهدها محافظة تعز بشكل عام، فيما تشكل المديرية واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان والنازحين.
وأعرب عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن استغرابهم من قرار البرنامج، مشيرين إلى أن استبعاد القاهرة تم بذريعة تقرير يفيد بأن المديرية "خرجت من نطاق خط الفقر"، في حين أن الواقع المعيشي يؤكد عكس ذلك تماماً.
وأكد النشطاء أن المديرية تضم أكثر من 25 ألف نازح، وأن معظم سكانها يعيشون تحت خط الفقر، في ظل انعدام مصادر الدخل باستثناء رواتب هزيلة لا تتجاوز (30 إلى 50 ألف ريال)، بالكاد تكفي لتأمين احتياجات أسبوع واحد فقط.
واختتم النشطاء دعواتهم لبرنامج الغذاء العالمي بضرورة إعادة إدراج مديرية القاهرة ضمن خطة التوزيع الجديدة، واعتماد حالات إضافية من الأسر الأشد احتياجاً، معربين عن تفاؤلهم بتدخل مدير البرنامج لإيجاد معالجة عاجلة ومنصفة لهذه الإشكالية الإنسانية.