أظهرت جريمة مروعة جديدة حجم الانتهاكات التي تمارسها مليشيات الإخوان في المناطق الخاضعة لنفوذها في محافظة تعز، إذ كشف محامي في العاصمة عدن عن تفاصيل صادمة لاختطاف وتعذيب شاب من ريف تعز الجنوبي حتى فقدان قدرته على الكلام، قبل أن يُقدَّم إلى محكمة عسكرية بعد أكثر من عامين من الإخفاء القسري.
وقال المحامي أنور في منشور له، إن الشاب صخر نبيل السقاف، أحد أبناء منطقة القريشة بمديرية الشمايتين، جرى اختطافه من قبل مليشيات اللواء الرابع مشاة جبلي ومحور طور الباحة التابعين لتنظيم الإخوان، ليُزجّ به في سجون سرية بمنطقة الكمب بمحافظة لحج، حيث تعرض خلالها لتعذيب وحشي وإرهاب نفسي أفقده النطق بشكل كامل.
وأضاف أن المحكمة العسكرية في عدن، وبعد مثول الشاب أمامها، قررت إحالته إلى مصحة نفسية لتلقي العلاج العاجل، عقب ملاحظتها فقدانه القدرة على الكلام والإدراك نتيجة ما تعرض له من تعذيب ممنهج.
وأشار المحامي إلى أن الشاب كان يعاني من حالة نفسية سابقة، وعند توقيفه من قبل إدارة أمن الشمايتين، تم تقييد حريته بدلاً من نقله إلى مركز علاج متخصص، ليتم تسليمه إلى مليشيات اللواء الرابع التي أخفته قسرياً وصادرت أدويته ومنعته من العلاج، ما أدى إلى تدهور وضعه النفسي والجسدي بشكل مأساوي.
ودعا المحامي وجهاء وأبناء منطقة القريشة وحضارم تعز إلى الوقوف بجانب الشاب ومساندته بعد ما لاقاه من ظلم وتعذيب لا إنساني، مؤكداً أن قضيته تمثل نموذجاً صارخاً لمعاناة المئات من ضحايا الاعتقالات التعسفية والسجون السرية التابعة لمليشيات الإخوان في محافظتي تعز ولحج.
وأوضح أن مديرية الشمايتين تحوّلت في السنوات الأخيرة إلى ساحة نفوذ لمليشيات اللواء الرابع، التي تمارس سلطتها خارج إطار القانون، بينما أصبحت إدارة الأمن في المديرية غرفة عمليات موازية تتبع تلك المليشيات ولا تخضع لتوجيهات شرطة تعز.