تصاعد التوتر في محافظة تعز خلال الساعات الماضية، إثر قرار وكيل المحافظة لشؤون التنمية عارف جامل، القاضي بإغلاق عددٍ من الأفران والمخابز التي رفضت البيع بالوزن (بالكيلوغرام)، ما فجّر حالة من الغضب والاحتجاج بين مالكي الأفران، وسط مخاوف شعبية من أزمة خبز وشيكة.
وقال عدد من مالكي المخابز، في تصريحات ميدانية، إنهم يدرسون تنفيذ إضراب شامل خلال الأيام المقبلة احتجاجًا على ما وصفوه بـ"القرارات التعسفية" للسلطات المحلية، التي فرضت تسعيرة جديدة بتحديد سعر كيلو الخبز بـ1200 ريال يمني، رغم الارتفاع الكبير في أسعار الدقيق والوقود والعمالة.
وأوضح أصحاب الأفران أن السعر الجديد "لا يغطي حتى تكاليف الإنتاج الفعلية"، مشيرين إلى أن سعر طن الدقيق ارتفع إلى مستويات غير مسبوقة، فضلًا عن شح مادة الديزل الضرورية لتشغيل الأفران، مما يجعل الالتزام بالتسعيرة المفروضة مستحيلاً من الناحية الاقتصادية.
وطالبوا السلطات المحلية بفتح حوار عاجل وشامل لتحديد سعر عادل يوازن بين مصلحة المواطن ومصالح المنتجين، ويضمن استمرار توفير الخبز في الأسواق دون انقطاع، خصوصًا في ظل الأوضاع المعيشية المتدهورة التي تعيشها المدينة.
في المقابل، لم تصدر السلطات المحلية حتى الآن أي تعليق رسمي يوضح خلفيات قرار الإغلاق أو يرد على تهديدات الإضراب، في حين تسود حالة من الترقب والقلق بين المواطنين، خوفًا من تفاقم الأزمة وظهور نقص حاد في مادة الخبز خلال الأيام القادمة.
وقال مواطنون، إنهم يؤيدون تطبيق مبدأ البيع بالوزن كآلية عادلة وشفافة تمنع التلاعب بالأسعار والأوزان، لكنهم طالبوا في الوقت نفسه بأن تكون القرارات الحكومية واقعية ومدروسة تراعي الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها الجميع.
من جانب آخر، يرى مراقبون أن هذه الأزمة كشفت مجددًا فشل السلطة المحلية في تعز، بقيادة عارف جامل، في ضبط الأسعار أو معالجة الأزمات الاقتصادية التي تتفاقم يومًا بعد آخر، مؤكدين أن تصريحات جامل المتكررة باتت تُثير سخرية المواطنين الذين يرونها شعارات إعلامية بلا أثر فعلي على أرض الواقع.
وقال ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي إن "تصريحات وكيل التنمية أصبحت مادة ساخرة متداولة بين أبناء تعز"، في إشارة إلى اتساع فجوة الثقة بين المسؤولين والمواطنين، نتيجة الوعود التي لا تُنفذ وانعدام الشفافية والمساءلة.
ويرى محللون أن استعادة الثقة بين المواطن والمسؤول لن تتحقق إلا عبر الاعتراف بالأخطاء، والاقتراب من معاناة الناس بلغة صادقة، بعيدًا عن الاستعراض الإعلامي، محذرين من أن استمرار الفجوة الحالية قد يُفاقم الاحتقان الاجتماعي ويهدد الاستقرار المحلي في المحافظة.