تحولت مدينة إب ومختلف مديرياتها إلى مرتع مفتوح لعصابات منظمة للسرقة، فيما يغرق المواطنون في حالة من الفوضى الأمنية العارمة التي تزايدت حدتها بشكل جنوني تحت سيطرة مليشيا الحوثي.
سكان المحافظة، أطلقوا اليوم الأربعاء، صيحات استغاثة مدوية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، متهمين الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيا بـالتواطؤ المباشر والمفضوح مع هذه العصابات التي تنهب ممتلكاتهم علناً.
الشكاوى المتصاعدة تكشف عن نمط إجرامي مرعب؛ فالعصابات لم تعد تكتفي بالسرقات العابرة، بل تقوم باقتحام المنازل والمحال التجارية والأراضي الزراعية ونهب محتوياتها بالكامل دون رادع.
في أحدث فصول هذا الانفلات، يروي المواطن طلال اليافعي تفاصيل مروعة لاقتحام منزله في حي النزهة الغربية بمدينة إب، حيث تمكنت عصابة من سرقة أموال ومجوهرات وأشياء ثمينة وخلّفت فوضى عارمة. وأشار اليافعي إلى أن منزلاً مجاوراً له كان قد تعرض للسرقة في وقت سابق، ما يؤكد تكرار هذه الجرائم في المنطقة.
لم يسلم من هذا النهب حتى أصحاب المشاريع الصغيرة؛ فالشاب خالد عبد الحميد القحطاني، من أبناء وادي شباز بمديرية العدين، شكا من تعرض بقالته للكسر والسطو الليلي وسرقة البضائع والأموال من داخلها.
أما في المناطق الزراعية، فقد أصبح النهب موسميًا وممنهجًا. إذ تعرضت مزرعة المواطن فهد مهدي محمد الحميدي في عزلة السارة لسرقة محصولي القات والبن بشكل متكرر، نفذتها عصابة معروفة لدى أبناء المنطقة. وتشير المصادر إلى أن العصابة تستغل مرض مالك المزرعة وتواطؤ الأجهزة الأمنية الحوثية لتواصل جرائمها المكررة كل موسم، دون أن تحرك تلك الأجهزة ساكناً.
ويؤكد المواطنون، الذين طالتهم سرقات الدراجات النارية والسيارات وحوادث اقتحام المنازل المتكررة، أنهم يتقدمون بـبلاغات مستمرة للأجهزة الأمنية التابعة لمليشيا الحوثي، إلا أن هذه الأجهزة تتجاهل تماماً ضبط تلك العصابات.
ويأتي هذا الاتهام ليعزز الانطباع السائد بأن الفوضى الأمنية في إب ليست مجرد إهمال، بل هي نتاج تواطؤ صريح يُفسح المجال أمام هذه العصابات لنهب ممتلكات السكان، في ظل سيطرة المليشيا التي زادت حدة جرائم القتل والنهب والسطو في مختلف مديريات المحافظة.