كشف مؤشر جديد عن انهيار الخدمات الصحية والمياه داخل مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، إذ أعلنت منظمة أطباء بلا حدود (MSF)، اليوم الاربعاء، عن ارتفاع صادم في إصابات الإسهالات المائية الحادة بمحافظة الحديدة، مؤكدة أن مديرية الزيدية شمال المحافظة تشهد تفشيًا متسارعًا للمرض يهدد حياة مئات المدنيين.
وقالت المنظمة في بيان نشرته على حسابها الرسمي في موقع إكس، إنها عالجت خلال شهر سبتمبر الماضي فقط أكثر من 1,334 حالة تراوحت بين المتوسطة والشديدة، في المركز العلاجي الذي تديره داخل مستشفى الزيدية الريفي.
وأوضحت المنظمة أن فرقها الميدانية اضطرت إلى مضاعفة سعة الأسرّة من 30 إلى 60 سريرًا لمواكبة الزيادة الكبيرة في أعداد المرضى الوافدين يوميًا، مشيرة إلى أن المستشفى كان قد استقبل أكثر من 990 مريضًا بين شهري أبريل وأغسطس 2025 قبل أن تتفاقم الإصابات بصورة لافتة خلال الأسابيع الأخيرة.
وأكدت المنظمة أن تدخلها في المنطقة بدأ منذ يوليو الماضي ضمن استجابتها الطارئة لتفشي الإسهالات المائية في المديرية، في ظل تردي البنية التحتية الصحية وشح المياه النظيفة وانتشار الصرف الصحي المكشوف، وهي عوامل تهيئ بيئة خصبة لانتشار الأمراض المعدية.
وتحذر تقارير طبية وإنسانية من أن محافظة الحديدة، الواقعة تحت سيطرة المليشيا الحوثية، تشهد انهيارًا متسارعًا في النظام الصحي والخدمات العامة، ما يجعلها بؤرة للأمراض والأوبئة المرتبطة بالمياه الملوثة وسوء التغذية وانعدام النظافة.
ويقول مراقبون إن تجاهل المليشيا لمعاناة السكان وتوظيفها موارد الدولة في تمويل جبهات القتال، جعل الكارثة الصحية تتفاقم دون أي استجابة فعلية، ما يهدد بتحول مناطق سيطرتها إلى مقابر جماعية صامتة للأوبئة والأمراض.