عاشت محافظة إب موجة عنف مروعة، خلال الساعات القليلة الماضية، خلّفت وراءها جريمة قتل غامضة لفتى قاصر، وعمليتين إجراميتين منفصلتين أُحرقت خلالهما سيارات.
وفي حادثة يلفها طابع الإجرام والغموض، عُثر على جثة فتى يدعى "عمار ياسر عبدالكريم شعيب"، لتُعلن مدينة إب حالة من الصدمة والغضب العارم.
ولم تلبث روايات مزعومة أن انتشرت، محاولةً نسج قصة انتحار حول مقتل الفتى، إلا أن أسرته وأصدقاءه قابلوها بالرفض القاطع، معتبرين إياها "محاولة يائسة لطمس معالم جريمة قتل مدبرة".
وأكد الأهالي أن أحد الشبان الذين كانوا برفقة الضحية قبل ساعات قليلة من العثور على جثته قد اختفى فجأة، مما يضفي مزيداً من الغموض على ملابسات الحادث ويدفع نحو شكوك وجود خلفية إجرامية.
بالتوازي مع جريمة القتل، شهد فجر السبت هجوماً إجرامياً متزامناً وغادراً، حيث أقدم مجهولون على إحراق سيارتين في موقعين منفصلين بقلب المدينة. ولم تكن السيارات عادية، بل استهدف إحداها القاضي غمدان داجنة، رئيس المحكمة الجزائية الابتدائية بالمحافظة، فيما استهدفت الأخرى سيارة كاتب المحكمة وأحد أقاربه، محمد عبدالرحمن داجنة.
وانتقد القاضي داجنة الحادثة بشكل مباشر على حسابه بموقع فيس بوك، واصفاً إياها بـ "الفعلة الغادرة والجبانة"، في إشارة واضحة إلى أن الاستهداف كان مقصوداً وذو رسالة ترهيبية.
و تشكل هذه الأحداث المتلاحقة حلقة جديدة في مسلسل الانفلات الأمني المتصاعد الذي تعيشه محافظة إب منذ أشهر. حيث تتزايد وتيرة جرائم القتل والنهب وحرق سيارات المواطنين العزل بشكل لافت، في مشهد يكرس حالة الانهيار الشامل وتغوّل الأيدي الخفية، مما يدفع بالمواطنين إلى مزيد من اليأس والخوف على أرواحهم وممتلكاتهم في ظل سيطرة المليشيات الحوثية.