شهدت ساحة العروض في العاصمة عدن، اليوم السبت، وقفة تضامنية وحدادية مهيبة نظمتها ناشطات وحقوقيات وقيادات نسوية، تنديداً بجريمة اغتيال مديرة صندوق النظافة في تعز، إفتهان المشهري، التي هزت الرأي العام وأثارت موجة استنكار واسعة داخل اليمن وخارجه، باعتبارها جريمة استهدفت صوت النزاهة والحق في وجه الفساد.
وخلال الوقفة، رفعت المشاركات صور الفقيدة ولافتات تندد بما وصفنه بـ “الاغتيال الغادر للمرأة الشجاعة التي واجهت منظومة الفساد بجرأة وشرف”، مؤكدات أن دماء المشهري لن تذهب هدراً وأن العدالة والقصاص مطلب لا يقبل التأجيل أو المساومة.
وفي بيان صادر عن الوقفة، عبّرت المشاركات عن إدانتهن الشديدة للجريمة النكراء، واعتبرنها “جريمة ضد الإنسانية وضد كل القيم والأعراف الوطنية”، مطالبات النائب العام والسلطات القضائية والأمنية بـ“فتح تحقيقات جادة وشفافة واتخاذ الإجراءات القانونية العاجلة لملاحقة الجناة والمحرضين والمتسترين، أياً كانت مواقعهم”.
وأكد البيان أن الإفلات من العقاب يفتح الباب لمزيد من الاغتيالات، داعياً إلى محاسبة كل من تورط في التحريض الإعلامي أو السياسي أو الاجتماعي ضد الفقيدة أو ضد النساء العاملات في المجال العام.
وجددت المشاركات في الوقفة دعمهن لحق النساء في تولي المناصب العامة باعتباره حقاً دستورياً وقانونياً، وشددن على أن “اغتيال إفتهان المشهري لن يرهب النساء اليمنيات، ولن يوقف مسيرة نضالهن في مواجهة الفساد والدفاع عن قيم العدالة والشفافية”.
كما أكدن أن مكافحة الفساد أصبحت معركة وطنية لا تقل خطورة عن معركة استعادة الدولة، معتبرات أن الفساد هو الوجه الآخر للعنف والإرهاب، وأن التغاضي عنه يعني السماح بتمدد القتلة والفاسدين في مؤسسات الدولة.
وفي ختام الوقفة، رددت المشاركات شعارات غاضبة تعبّر عن وحدة الموقف النسوي والمجتمعي، أبرزها:
“لا للفساد، لا للإفلات من العقاب”
“نعم للعدالة والقصاص للقتلة والمحرضين”
“إفتهان المشهري.. شهيدة النزاهة والكرامة”
ودعت المشاركات اليمنيين في الداخل والخارج إلى التضامن مع قضية الشهيدة إفتهان المشهري، مؤكدات أن العدالة وحدها قادرة على إنصاف الفقيدة وإيقاف دوامة العنف ضد النساء الشجاعات اللواتي يرفعن صوت الحق في وجه الفساد والظلم.