في لحظة فارقة، شهدت مدينة تعز اليمنية استشهاد الناشطة إفتهان المشهري، مما أدى إلى إطلاق مبادرة مدنية منظمة تهدف إلى مواجهة التحديات الناجمة عن الفساد والعنف المستشري في المؤسسات الحكومية.
تجمع المبادرة مجموعة من الحقوقيين والإعلاميين، بالإضافة إلى نساء ونشطاء من المجتمع المدني، الذين اجتمعوا تحت هدف موحد: منع دفن الحقيقة مع تشييع الجثمان الطاهر لإفتهان. تعكس هذه المبادرة روح المقاومة والمثابرة التي يتحلى بها المجتمع المدني في تعز، حيث يسعى المشاركون إلى الكشف عن ملابسات الجريمة وتوثيق خيوطها.
استشهاد إفتهان المشهري لم يكن مجرد حدث فردي، بل كان بمثابة جرس إنذار يكشف حجم "اقتصاد العنف والفساد" الذي يسيطر على مؤسسات الدولة في تعز. هذه الجريمة تعكس الفوضى المستشرية، وتسلط الضوء على المنظومة المسلحة التي تتغذى على الفساد وتستهدف الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان.
تركز الاستراتيجية التي وضعتها المبادرة على كشف الحقيقة ومتابعة جميع خيوط الجريمة، مما يؤكد أن الحق والعدالة لا يدفنان مع الضحايا. كما تسعى المبادرة إلى إحداث تغيير فعلي في البيئة الحقوقية في تعز، من خلال تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية حقوق الإنسان وضرورة محاسبة الجناة.
إن استشهاد إفتهان المشهري يمثل بداية جديدة للنضال من أجل العدالة والحق في تعز، حيث يلتقي الناشطون والمجتمع المدني في جهودهم لإبقاء شعلة الحقيقة مضاءة، وعدم السماح للظلم بأن يمر دون محاسبة. هذه المبادرة ليست مجرد رد فعل على جريمة، بل هي دعوة للتغيير وللعمل الجماعي من أجل بناء مستقبل أفضل.