كشفت منظمة العفو الدولية عن حملة قمع وحشية نفذتها مليشيا الحوثي الإرهابية هذا العام، استهدفت عشرات المواطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لمجرد إحيائهم ذكرى ثورة 26 سبتمبر عبر احتفالات سلمية أو منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت المنظمة، نقلاً عن محامية تتابع قضايا المعتقلين، أن المليشيا نصبت حواجز لتفتيش الهواتف والبحث عن أي محتوى يتعلق بالثورة، قبل أن تقوم باعتقال أصحابها، معتبرة أن هذه الممارسات تشكل انتهاكاً فاضحاً للحريات الأساسية واعتداءً مباشراً على حق اليمنيين في التعبير والتجمع السلمي.
وقالت ديالا حيدر، الباحثة المعنية بشؤون اليمن في منظمة العفو، إن "من المشين أن يُزج بأشخاص في المعتقلات لمجرد احتفائهم بذكرى وطنية تاريخية"، مؤكدة أن المحامي عبدالمجيد صبرة كان من بين القلائل الذين قدموا خدمات قانونية للمعتقلين على خلفية الاحتفاء بثورة سبتمبر، قبل أن يطال الاعتقال نفسه.
وطالبت المنظمة مليشيا الحوثي بـالإفراج الفوري وغير المشروط عن صبرة وجميع من جرى اعتقالهم بسبب ممارستهم السلمية لحقهم في التعبير، داعية أيضاً إلى إطلاق سراح كافة المحتجزين تعسفياً، بمن فيهم موظفو الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني الذين تعرضوا للاعتقال والإخفاء القسري خلال عامي 2024 و2025.
وتعكس هذه الانتهاكات بحسب مراقبين، مدى الرعب الذي تثيره ثورة سبتمبر في نفوس المليشيا، باعتبارها رمز التحرر من حكم الكهنوت، وهو ما يدفعها إلى قمع أي مظاهر للاحتفاء بها حتى بعد مرور أكثر من ستة عقود على اندلاعها.