وسط حزن شعبي عميق، دُشنت مبادرة مجتمعية غير مسبوقة، يوم الثلاثاء، تحمل اسم الشهيدة أفتهان المشهري، مديرة نظافة محافظة تعز، تحت عنوان: "من هنا مرت الشهيدة أفتهان المشهري"، وذلك بالتزامن مع مراسم تشييعها ودفن جثمانها في مسقط رأسها بمديرية المعافر.
المبادرة، التي تهدف لزراعة خمسة آلاف شجرة في شوارع المدينة كمرحلة أولى، تأتي تكريماً لدورها الوطني وعطائها اللامحدود في خدمة تعز، وتؤسس لمسار طويل من المشاريع البيئية والتوعوية، لتصبح رمزًا للعمل المجتمعي وروح الانتماء والمسؤولية بين أبناء المحافظة.
وأكد القائمون على المبادرة أن المشروع ليس مجرد وفاء للشهيدة، بل رسالة قوية بأن تعز قادرة على النهوض بروحها المجتمعية رغم أصعب الظروف، داعين جميع السكان والمبادرات والمنظمات والجمعيات المحلية للمشاركة الفاعلة لتعزيز أثر المشروع البيئي والاجتماعي وبناء مستقبل أكثر خضرة وإشراقًا للمدينة.
في السياق ذاته، وجّه الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بتخليد ذكرى الشهيدة أفتهان المشهري، ومواصلة الحملة الأمنية في محافظة تعز لضبط المتورطين في جرائم الاغتيالات والإرهاب، وتطهير المدينة من أوكار العناصر الإجرامية والخلايا المتخادمة مع مليشيات الحوثي، بما يعزز حضور الدولة وحماية السكينة العامة.
وجاءت التوجيهات الرئاسية في خطاب رسمي موجه إلى محافظ محافظة تعز رئيس اللجنة الأمنية، نبيل شمسان، بعد مراسم الدفن، واشتملت على عدة خطوات عملية، منها:
إطلاق اسم الشهيدة على الشارع الذي استشهدت فيه.
إعلان "يوم أفتهان" سنويًا للنظافة والمبادرات المجتمعية، بمشاركة المدارس والجامعات والقطاعات الشبابية والمدنية.
إنشاء جائزة سنوية باسمها للموظف أو الموظفة المثالية في الخدمات البلدية والبيئية، تكريماً لقيم التفاني والإخلاص في العمل العام.
استمرار الحملة الأمنية لتطهير المناطق المشتبهة وإحكام الرقابة لضمان عدم تكرار الجرائم، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في التستر أو التسهيل للعصابات الخارجة عن القانون.
تأتي هذه المبادرة وتوجيهات الرئيس العليمي كرسالة قوية بأن تعز لن تنسى شهداءها ولن تتراجع عن حماية أبنائها وأمنها العام، مع تعزيز قيم العمل الجماعي والانتماء الوطني، وتكريم المخلصين في خدمة المجتمع والبيئة.