وسط الانفلات الأمني، أقدم أحد عناصر مليشيا الحوثي الإرهابية، على قتل زوجة أبيه خنقا في مديرية ريدة بمحافظة عمران شمال صنعاء، بالتزامن مع غضب شعبي واسع من تنامي جرائم العنف الأسري في مناطق الحوثيين.
وقالت مصادر محلية وثيقة، أن المدعو حسين مهدي عبدالله الوعلي، المنتمي إلى منطقة وعلة بمديرية ريدة، ارتكب جريمته البشعة بحق زوجة والده قبل أن يلوذ بالفرار إلى محافظة صعدة المعقل الرئيسي لعصابة الحوثي.
وأشارت المصادر إلى أن الجاني، الذي سبق أن شارك في جبهات القتال الحوثية، جرى ضبطه لاحقاً، غير أن عملية القبض شابتها مراوغات من قيادات نافذة حاولت منعه من السجن والتغطية على الجريمة عبر ما يُسمى بـ"التحكيم القبلي".
الحادثة أشعلت موجة استنكار في أوساط أبناء المديرية، الذين طالبوا بسرعة محاسبة القاتل وإنزال أشد العقوبات بحقه، مؤكدين أن التهاون مع مثل هذه الجرائم سيضاعف حالة الفوضى والانفلات، ويمنح المليشيا غطاءً لاستمرار جرائمها ضد المجتمع.
وتأتي هذه الجريمة بالتزامن مع حادثة ابشع شهدتها محافظة ريمة، بطلها القيادي الحوثي عبده إبراهيم يحيى جريد، المنتحل صفة نائب مدير عام القيادة والسيطرة بالمحافظة.
واقدم القيادي الحوثي جريد، على قتل زوجته القاصر حسناء محمد علي صغير الشامي (17 عاماً)، بطريقة وُصفت بأنها الأكثر وحشية في تاريخ محافظة ريمة.
وقالت مصادر محلية، إن الجاني نقل زوجته من قريتها بمديرية بلاد الطعام إلى مدينة الجبين – مركز المحافظة – حيث يعمل ضمن سلطة المليشيا، لكنه لم يمهلها طويلاً، إذ أقدم بعد أشهر قليلة من الزواج على تقطيع جثتها وحرق أجزاء منها، قبل أن يتخلص من الأشلاء برميها في أحد المنحدرات النائية بمنطقة شاحط، حيث التهمت الكلاب أجزاءً منها.
المصادر كشفت أن المتهم سبق له الزواج بامرأتين وانفصل عنهما بسبب عنفه وسوء معاملته، وهذه هي الزوجة الثالثة التي تدفع حياتها ثمناً لنزواته الإجرامية.
الجريمة التي هزّت الرأي العام أثارت تساؤلات واسعة عن تورط عصابة مرتبطة بتجارة الأعضاء البشرية، خصوصاً مع الطريقة المروعة التي تعامل بها القاتل مع جثة الضحية.
الأهالي وصفوا الجريمة بأنها انعكاس مباشر للفوضى الأمنية وتغوّل القيادات الحوثية التي باتت ترتكب أبشع الجرائم في ظل الإفلات من العقاب، معتبرين أن ما حدث ليس حادثة فردية، بل نموذج صارخ لواقع مأساوي تعيشه مناطق سيطرة الجماعة.
وبعد نحو أسبوع من ارتكاب الجريمة، عُثر على بقايا الجثة المشوهة، فيما أعلنت سلطات المليشيا – تحت ضغط غضب الشارع – القبض على الجاني. غير أن الأهالي والمراقبين يخشون أن يتم التلاعب بالقضية أو لفلفتها كما حدث في جرائم سابقة تورط فيها نافذون من المليشيا.
وتتزايد في الآونة الأخيرة جرائم القتل والعنف الأسري بمناطق سيطرة الحوثيين، في ظل غياب أي ردع حقيقي وتنامي نفوذ السلاح على حساب القانون.