اعتقلت قوات أمنية تابعة لميليشيا الحوثي، رئيس نادي المعلمين اليمنيين عبد القوي الكميم، المعروف بـ"أبو زيد الكميم"، في صنعاء، في خطوة تأتي ضمن حملة اعتقالات موسعة تستهدف الأكاديميين والتربويين والناشطين في مختلف المحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيا.
وقالت مصادر محلية إن مجموعة مسلحة ملثمة على متن سيارتين، ترافقها طقم أمني، اقتحمت محيط مدرسة "كنوز المعرفة" في الحي السياسي بالعاصمة، حيث يعمل الكميم، واعتقلته عند خروجه من المدرسة. وأضافت المصادر أن المليشيا كبّلت الكميم بالأيدي وألقته في إحدى السيارات قبل أن يغادروا به إلى جهة مجهولة، وسط مخاوف من تعرضه للتعذيب أو التصفية.
ويأتي اعتقال الكميم بعد أن كانت سلطة صنعاء قد أفرجت عنه في أبريل 2024 بوساطة محلية إثر تدهور حالته الصحية، بعد اعتقال دام نحو ستة أشهر. وكان الكميم قد اعتُقل سابقًا في أكتوبر 2023 من منزله بصنعاء بعد تأسيسه اللجنة التحضيرية لنادي المعلمين اليمنيين، التي أعلن عنها مطلع يوليو 2023، بهدف المطالبة بصرف مرتبات المعلمين المنقطعة منذ سنوات طويلة.
ويُعتبر هذا الاعتقال استمرارًا لسياسة القمع التي تنتهجها ميليشيا الحوثي ضد أي صوت مطالب بحقوق المعلمين والكوادر التعليمية، في وقت يعاني فيه المعلمون والطلاب من انقطاع الرواتب والحرمان من الخدمات التعليمية الأساسية، وسط تجاهل كامل لاحتياجات قطاع التعليم في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
وطالب ناشطون تربويون ومنظمات حقوقية بالإفراج الفوري عن الكميم، مؤكدين أن استمرار اعتقاله يمثل انتهاكًا صارخًا للحقوق والحريات، ويعكس استمرار المليشيا في التضييق على منابر التعليم والعمل المدني في صنعاء.