أطلق الفنان الكوميدي اليمني الشهير حسن مثنى صرخة غضب مدوية هزّت الأوساط الاجتماعية والإعلامية والفنية، بعد أن كشف عن تفاصيل صادمة لرحلة علاج والدته التي تحولت إلى كابوس، متهماً القطاع الصحي في العاصمة المحتلة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإرهابية، بـ"النهب" و"الفشل في التشخيص".
و نشر مثنى على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك، صورة مؤثرة تجمعه بوالدته وشقيقه التوأم الفنان حسين مثنى، مرفقة ببيان ناري يفضح الإهمال والقصور الذي كبّد عائلته خسائر جسيمة.
تشخيص "بارد" يكشف الفشل الذريع
و وأوضح حسن مثنى بأن والدته خضعت لعمليتين جراحيتين لعينها اليمنى، لم تكللا بالنجاح، ليأتي التشخيص النهائي صادماً ومفاجئاً بعد كل هذا العناء: "بعد عمليتين لأمي لعينها اليمين بائت تماماً بالفشل يفاجئنا الدكتور اليوم بكل برود بأن عينها مصابة بجلطة!!.. مش عارف أيش فائدة الفحوصات؟ والكشافات بشتى أنواعها؟ والعلاجات الكثيرة؟ وإقرار عمليتين فاشلتين؟ ومئات الآلاف اللي خسرناها على الفاضي؟".
وعبّر الفنان عن استيائه الشديد من ضياع الوقت والجهد والمال نتيجة هذا الإخفاق الطبي الفادح، مؤكداً أن العائلة أصبحت مضطرة الآن لبدء العلاج من جديد بعد اكتشاف خطأ كارثي في التشخيص الأول.
"يشفطك وينهبك": الطب أصبح بيعاً للوهم
لم يكتفي مثنى بسرد المأساة الشخصية، بل وسّع نطاق اتهامه ليشمل المنظومة الطبية في اليمن ككل، واصفاً إياها بعبارات قاسية لاذعة: "هذا هو الطب في اليمن يا جماعة الخير... يخلس جلدك، يشفطك، ينهبك، يهلكك، وفي الأخير فشل في كل شيئ... أهم شي الفلوس ويقضي على جيبك وحالة المريض تروح بستين داهيه ويطلع لك بأي عذر.... لذلك يضطر المريض ويلجأ للعلاج في الخارج".
واختتم الفنان منشوره بتحذير شديد اللهجة للمسؤولين عن هذا الإهمال: "اخلاقياً لن أذكر إسم أحد ولن اُشهر بأحد، لكن إن تضاعفت حالتها سأضطر للذكر وبالإسم.. ولن نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل".
ومنذ سيطرة المليشيات الحوثية على العاصمة انهارت أخلاقيات المهنة الطبية وجودة الخدمات الصحية المقدمة في صنعاء، ما يكشف عن حجم الأزمة العميقة التي تدفع المواطنين للبحث عن العلاج خارج البلاد.