ضربت موجة من الحزن والغضب محافظة لحج اليمنية بعد مقتل شاب وإصابة طفل بجروح بالغة في حادثتين منفصلتين خلال 24 ساعة، نتيجة تلوث المنطقة بالمتفجرات التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية.
وتأتي هذه الحوادث لتسلط الضوء مجدداً على الخطر القاتل الذي تمثله الألغام التي تجرفها السيول إلى القرى المأهولة بالسكان.
وفي التفاصيل، لقي الشاب علي غالب علي جديب، البالغ من العمر 20 عامًا، مصرعه بشكل مأساوي مساء الأحد (28 سبتمبر 2025) في تمام الساعة الخامسة مساءً، إثر انفجار لغم أرضي في منطقة كرش بمحافظة لحج.
وأكد سكان محليون أن اللغم الذي قتل الشاب علي، كان قد جرفته السيول من المناطق الملوثة إلى محيط منزل الضحية في منطقة الحويمي شمال كرش.
وقد تسبب انفجار اللغم في وفاة الشاب على الفور، مما أثار موجة استنكار واسعة لانتشار هذه الألغام العشوائية التي أصبحت خطراً داهماً يهدد حياة المدنيين.
وفي حادث منفصل لا يقل مأساوية، أصيب الطفل أمن أحمد صالح، البالغ من العمر 12 عامًا، بإصابات بالغة ومروعة في يده وجسده.
وقع الحادث عندما انفجر مقذوف حربي كان الطفل يلعب به دون أن يدرك خطورته، وذلك أثناء رعيه لأغنامه بالقرب من محطة البركاني القريبة من سوق كرش.
وتم نقل الطفل أمن على الفور إلى أحد مستشفيات مدينة عدن لتلقي العلاج الطارئ، في محاولة لإنقاذ حياته وإسعافه من الإصابات البليغة التي لحقت به.
تعد منطقة كرش والقرى المجاورة لها من المناطق الأكثر تضرراً وتلوثاً، حيث تشهد تكرار انفجار الألغام الأرضية والمقذوفات غير المنفجرة، مما أسفر عن سقوط ضحايا عديدين بين المدنيين.
ويؤكد هذا الواقع أن مواسم الأمطار تحولت إلى كابوس حقيقي، إذ تعمل السيول على جرف الألغام من المناطق العسكرية إلى القرى والمزارع المأهولة بالسكان في عدة محافظات، مما يحول الأراضي الآمنة إلى مصائد موت تهدد حياة الأطفال والمواطنين العزل.