أعلن صالح هبرة، الرئيس الأسبق لما يسمى بـ "المجلس السياسي" لمليشيا الحوثي، والذي اعتزل الجماعة منذ عام 2015، موقف لاذع ومباشر بشأن مشاركة الجماعة في العمليات العسكرية المرتبطة بنصرة غزة، واصفًا إياها بـ "المشاركة في الجريمة" بحق اليمنيين.
"هل نساهم في تدمير أهلنا؟": تساؤلات صادمة تشقّ الصف
في منشور مطوّل على صفحته الرسمية بموقع فيس بوك، لم يتردد هبرة في طرح تساؤلات وجودية حول التكلفة البشرية والوطنية لهذه المشاركة.
وضع القيادي السابق النقاط على الحروف، مشيرًا إلى التناقض القاتل بين النية المعلنة والنتيجة الواقعية:
"ألا يعد مشاركة في الجريمة عندما نطلق على العدو 'مسيَّرة' ونثق أن ردة الفعل ستكون تدمير أحياء على ساكنيها من أهلنا؟".
وتابع هبرة بمرارة، مستعرضًا الواقع المأساوي في مناطق سيطرة الجماعة: "عندما نطلق صاروخًا أو مسيرة 'نصرة لغزة'، ونحن على يقين أن عدونا سيرد علينا بقصف صنعاء وتُدمَّر أحياء بأكملها، ويُدفن المئات من المواطنين تحت الأنقاض، فيما نحن نعاني من نقص الأدوية، وقلّة المستشفيات، وانعدام سيارات الإسعاف، وعدم وجود فرق إنقاذ أو ملاجئ، وعجز السلطة على إعادة إعمار ما هدم من مساكن الفقراء والمعدمين." ليختم تساؤله: "ألا يعدّ هذا مشاركة في جريمة تدمير بلدنا وقتل أهلنا؟".
اليمن "غير صالحة للحياة": دعوة للهجرة ومراجعة الحسابات
لم تتوقف صدمة تصريحات هبرة عند حد النقد، بل تجاوزته لتصل إلى توصيف مأساوي لمستقبل اليمن، محذرًا من العواقب الكارثية لاستمرار هذا المسار: "إن تدمير منازل المواطنين ومقارّ الدولة، والمؤسسات الحكومية والخدمية، وقتل الكوادر الوطنية، يعني القضاء على اليمن ومستقبله، والعودة به إلى ما قبل مائة عام".
وبناءً على هذا التحليل القاتم، أطلق صالح هبرة دعوة شبه يائسة للمواطنين: "لم يعد أمام اليمنيين إلا البحث عن بلد آخر يهاجرون إليه ليعيشوا فيه، فاليمن لم تعد صالحة للحياة".. مشيرًا إلى أن الشعب يعيش تحت القصف ويعاني في الوقت ذاته من انقطاع الرواتب، وإغلاق المطارات، والمنافذ البرية والبحرية.
"تصرفات غير ناضجة": لا تُغيّر شيئًا في موقف إسرائيل وتُلحق اليمن بغزة
وجّه هبرة انتقادًا لاذعًا لداعمي هذه المواقف داخل صنعاء، داعيًا إلى مراجعة فورية للسياسات، مؤكدًا أن هذه العمليات لن تحقق النصر المنشود: "مواقفهم بهذه الطريقة لن تُغيّر شيئًا في موقف إسرائيل تجاه فلسطين، بل تُدمّر اليمن وتُلحقه بغزة، دون أن تخفف عن أبناء غزة شيئًا".
واختتم هبرة تصريحاته بالتأكيد على أن اليمن غارق في مشاكله ومنقسم على ذاته وعاجز عن الدفاع عن نفسه، مختتمًا بأنه لا ينبغي التخلي عن نصرة غزة، "إنما وفق ما تسمح به ظروفنا وواقعنا ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها"، واصفًا المواقف الحالية بأنها "تصرفات غير ناضجة، تصرفات من لا يكترث لأوجاع ومعاناة الشعب."