أقدمت مليشيا الحوثي اليوم السبت، في خطوة تصعيدية تعكس استمرار حالة قمع الحريات والتضييق على التعبير، على شن حملة اعتقالات واسعة النطاق في عدة مديريات بمحافظة صنعاء، استهدفت مواطنين على خلفية تفاعلهم مع ذكرى ثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة.
وأفادت مصادر محلية وعضوة في اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، بأن الحملة تزامن توقيتها مع الذكرى الوطنية، وكشفت عن مدى الهيمنة الأمنية التي تفرضها الجماعة لمنع أي احتفالات مدنية أو مظاهر وطنية مرتبطة بالثورة.
و أكدت إشراق المقطري، عضوة اللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان، أن حملة الاعتقالات طالت مواطنين في مديريات همدان، بني مطر، وأرحب. وفي تفاصيل صادمة، أشارت إلى اعتقال كل من إبراهيم مبخوت، طارق زياد، ومحمد محمد صلاح من مديرية همدان، واقتيادهم إلى قسم ضروان. السبب المعلن؟ تفاعلهم مع الثورة وإشعال شعلة الاحتفال بالذكرى.
ولم تتوقف حملة القمع عند هذا الحد، بل امتدت لتطال عدداً من المواطنين في مديرية أرحب، بينهم محمد عبد الجبار المطري، محمد يحيى الحنق، وجهاد الشعبي. كما تم اعتقال أربعة آخرين من مديرية بني مطر في سياق الحملة ذاتها.
وفي سياق متصل، كشفت المقطري عن خطوة مثيرة للقلق تمثلت في انتشار مكثف ومسلح لعناصر جماعة الحوثي في بعض المدارس والمراكز بمديريتي أرحب وهمدان. وادّعت الجماعة أن هدف هذا الانتشار هو "حماية الجبهة الداخلية من العدوان".
غير أن المصادر تؤكد أن الهدف الحقيقي لهذه الخطوة هو فرض سيطرة أمنية مطلقة ومنع المواطنين، المدارس، والمصلين يوم الجمعة من إقامة أي شكل من أشكال الاحتفال بالثورة، أو حتى رفع علم اليمن أو أي شعارات مرتبطة بالذكرى الوطنية.
هذه الإجراءات الحوثية، المتمثلة في حملة الاعتقالات وحشد المسلحين، تشير بوضوح إلى محاولات مستمرة لـ خنق الحريات العامة وحرية التعبير في المناطق الخاضعة لسيطرتها، في محاولة يائسة لطمس الذاكرة الوطنية والتضييق على أي نشاط مدني يُحيي ذكرى ثورة الـ 26 من سبتمبر.