أدلى رئيس الوزراء اليمني الدكتور سالم بن بريك تصريحات نارية حول مستقبل العملة الوطنية والاقتصاد، كاشفاً تفاصيل خطته الاقتصادية وما رافقها من تحديات كبرى منذ توليه رئاسة الحكومة في مايو الماضي.
وقال بن بريك إن حكومته تمكنت خلال أشهر قليلة من انتشال الريال اليمني من قاع الانهيار واستعادة نحو 30% من قيمته، بفضل حزمة إجراءات مالية ونقدية منسقة مع البنك المركزي، مشدداً: «العملة لا تتحسن بالشعارات، بل بالقرارات الصعبة والانضباط المالي».
وأكد بن بريك في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط أن التحسن الأخير لم يأتِ مصادفة، بل نتيجة سياسات حازمة لكبح المضاربة وضبط السوق، وتفعيل أدوات الرقابة والشفافية، إلى جانب تشكيل اللجنة الوطنية لتنظيم وتمويل الواردات، وحظر التعامل بالعملات الأجنبية في السوق الداخلية، وترشيد الإنفاق وتعزيز الإيرادات.
وأضاف: «ما تحقق برهان على أن الإصلاحات المؤسسية قادرة على صنع الفارق حتى مع غياب الإيرادات النفطية».
وفي حديثه عن الدعم السعودي الأخير، وصف بن بريك الحزمة التمويلية السعودية التي بلغت أكثر من مليار وثلاثمائة مليون ريال بأنها «رسالة طمأنة وثقة» لليمنيين أولاً، وللمجتمعين الإقليمي والدولي ثانياً. وقال: «لم يكن الأمر مجرد تمويل، بل غطاء سياسي واقتصادي يعزز قدرة الحكومة على مواصلة الإصلاحات»، مشيداً بالدور المحوري للرياض في إنقاذ الاقتصاد، وتوفير شبكة أمان لاستقرار العملة والأسعار.
وأوضح رئيس الوزراء أن انعكاسات الدعم السعودي لم تقتصر على المؤشرات المالية، بل تجاوزتها إلى تعزيز ثقة المواطنين بالدولة، وخفض التضخم، وتراجع الطلب على العملات الأجنبية، مؤكداً أن المملكة «وضعت ثقلها إلى جانب اليمن في لحظة حرجة».
وفي رؤيته المستقبلية، رفض بن بريك الاكتفاء بالتحسن الأخير في سعر صرف العملة، مؤكداً أن «المطلوب ضمان استدامة هذا المسار عبر إصلاحات جذرية» تشمل تعزيز الإيرادات، وضبط الإنفاق، ومحاربة الفساد، وتمكين القطاع الخاص من قيادة العملية التنموية. وقال: «هدفنا أن يشعر المواطن بأن الحكومة لا تدير الأزمة فقط، بل تصنع الحل».
وحذّر رئيس الوزراء من الحرب الاقتصادية الحوثية التي تستهدف ضرب العملة وإضعاف الدولة، داعياً المجتمع الدولي إلى الانتقال من «بيانات القلق» إلى خطوات عملية تردع الميليشيات وتعزز قدرة الحكومة على استعادة الدولة.
وتابع بن بريك بالتأكيد أن نجاح الإصلاحات مرهون بغطاء سياسي قوي من مجلس القيادة الرئاسي، ودعم الأشقاء والأصدقاء، قائلاً: «المرحلة حساسة لكنها واعدة إذا استثمرنا الدعم الدولي وحولناه إلى نتائج ملموسة في حياة الناس».