منذ تعيينه رئيسا مجلس القيادة في أبريل ٢٠٢٢ بموجب اتفاق نقل السلطة، أجرى الدكتور رشاد العليمي تغييرات واسعة في مختلف مفاصل الدولة والمحافظات المحررة باستثناء مدينة تعز على الرغم من التدهور والانفلات الامني الذي تعيشه منذ سنوات.
في الوقت نفسه يرفض رشاد العليمي الاستماع إلى الاصوات المطالبة بوضع حد للجرائم المتصاعدة والتي كشفت حادثة اغتيال الشهيدة إفتهان المشهري تورط قيادات امنية وعسكرية فيها، بل وتحريضهم للفاعلين على ارتكابها وتوفير الحماية اللازمة لهم.
وعلى مدى سنوات تم تسجيل عشرات الجرائم التي توزعت بين القتل والنهب والبسط على الاراضي وجميعها تتم برعاية من قيادات عسكرية يقابله عجز امني عن مكافحتها او ضبط مرتكبيها.
تجاهل العليمي لوضع تعز بقدر ما اثار تساؤل البعض، إلا أن البعض الآخر لم يكن متفاجئا في ظل خضوع العليمي وسلفه عبدربه منصور هادي لتوجيهات مرشد الاخوان في اليمن، احمد القميري، الذي يعتبر الحاكم الفعلي لمدينة تعز، ورئيس الرئيس كما يطلق عليه، وليس كما يشاع بان الحاكم هو القيادي الاخواني عبده فرحان سالم أو القيادي المقيم في تركيا حمود المخلافي.
من هو القميري؟.
احمد القميري هو عضو الهيئة العليا لحزب الاصلاح الفرع المحلي لتنظيم الاخوان في اليمن، ويعتبر من اوائل المنضوين تحت لواء حركة الإخوان المسلمين، حيث انضم اليها عندما كان طالبا في كلية بلقيس بالشيخ عثمان في عدن.
ويعتبر القميري من القيادات الاخوانية التي رسمت سياسات الحركة في اليمن، يعتقد انه المرشد العام للجماعة حاليا عقب أنباء عن تنحي المرشد السابق ياسين عبدالعزيز القباطي العام الماضي.
ووفق مصادر مطلعة فان القميري هو المسؤول عن ملف تعز الامني والعسكري، وعن اجراء اي تغييرات في المحافظة.
وتشير المصادر إلى أن القميري الذي يقيم حاليا في العاصمة السعودية الرياض يقف وراء اجهاض اي جهود لتصحيح الأوضاع في تعز ومنع إصدار عشرات القرارات لإجراء تغييرات عسكرية في محور تعز.
وفي العام 2018 مارس القميري ضغوطا على الرئيس هادي لإلغاء قراره الذي قضى باقالة خالد فاضل من قيادة محور تعز وتعيين اللواء سمير الصبري بدلا عنه وهو ما تم فعلا بعد أشهر قليلة حيث عاد فاضل لقيادة المحور دون قرار جمهوري معلن.
وتؤكد المصادر ان القميري عقب الإطاحة بنظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، قام بتشكيل لجنة مهمتها اخونة الدولة عبر تمكين كوادر حزب الإصلاح من مفاصلها وتوليتهم المناصب السيادية.
ويجمع مراقبون وسياسيون محليون أن عجز العليمي وقبله هادي على إجراء اي تغيير في تعز، يؤكد نفوذ القميري وتوغله في اروقة الرئاسة.. مشيرين إلى أن الأولى بابناء تعز مطالبة القميري بإجراء التغييرات وليس العليمي.
