كشف مصدر دبلوماسي رفيع في الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً عن تعرض مباني أثرية في مدينة صنعاء القديمة، المصنفة تراثاً عالمياً، لأضرار بالغة جراء الغارات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت العاصمة المحتلة أمس الخميس.
ونقل الخبر بشكل مباشر إلى المجتمع الدولي، حيث قال سفير اليمن ومندوبها الدائم لدى منظمة اليونسكو، محمد جميح: "الغارات التي شنها الجيش الإسرائيلي، الخميس، أصابت حرم صنعاء القديمة بأضرار بالغة طالت عدداً من المنازل الأثرية في المدينة التي تعد واحدة من أقدم مدن العالم". مؤكداً أن هذه الغارات التدميرية تسببت أيضاً بسقوط ضحايا مدنيين.
وشدد السفير "جميح" على أن الاستهداف لم يكن عشوائياً، بل طال مدينةً مُدرجةً ضمن قائمة مواقع التراث العالمي منذ عام 1986، تقديراً لقيمتها الحضارية والتاريخية الفريدة التي صمدت لقرون طويلة. مما يضع الهجوم في سياق الاعتداء على هوية وإرث إنساني مشترك يتجاوز حدود اليمن.
وفي خطوة تُعتبر صرخة إنذار، وجه الدبلوماسي اليمني نداء عاجلاً إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للمطالبة "بالتحرك العاجل من أجل حماية المدينة والحفاظ على معالمها الأثرية التي تعود إلى قرون مضت".
وكشف "جميح" أن هذا ليس الإنذار الأول، قائلاً: "سبق أن خاطبنا المنظمة بخصوص الضربات السابقة، والأضرار التي خلفتها على المتحف الوطني بصنعاء"، مما يؤكد نمطاً متصاعداً من الاستهداف الممنهج للتراث الثقافي اليمني الذي لا يقدر بثمن.
تُعتبر مدينة صنعاء القديمة واحدة من أقدم المدن المأهولة باستمرار في العالم، بتاريخ يمتد لأكثر من 2500 عام.
وتشتهر بهندستها المعمارية الفريدة، لا سيما المنازل الشامخة المبنية من الطين والمزينة بالنوافذ الجيرية المزخرفة ("القمرية")، والتي تشكل متحفاً حياً شاهدا على حضارات متعاقبة. ويُعد أي ضرر يلحق بها خسارة فادحة للإرث الإنساني جمعاء.