تشهد مدينة تعز، ولليوم السادس على التوالي، تصعيدًا شعبيًا غير مسبوق، حيث أغلق المئات من المحتجين، مساء الثلاثاء، مبنى المحافظة، مطالبين بالقصاص العاجل من قتلة مديرة صندوق النظافة والتحسين افتهان المشهري، ورحيل السلطة المحلية التي يتهمونها بالعجز والتواطؤ.
وقال شهود عيان إن المتظاهرين نصبوا خيام اعتصام جديدة أمام بوابة المبنى، في وقت كانت قيادات المحافظة، وعلى رأسهم المحافظ، يعقدون اجتماعًا داخله، لتعلو الهتافات المطالبة برحيلهم.
وأكدت المصادر أن عدد المعتصمين يتزايد يومًا بعد يوم، في إصرار على تحقيق العدالة ومحاسبة كل المتورطين.
الأزمة الأمنية تزامنت مع كارثة بيئية خانقة، إذ تحولت شوارع وأحياء المدينة إلى مكبّات للنفايات منذ أسابيع، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات والكلاب الضالة، وتفجر موجة أمراض وبائية تهدد حياة آلاف السكان.
المسؤول الإعلامي لمكتب الصحة، تيسير السامعي، كشف عن تسجيل 86 إصابة بالكوليرا والإسهالات المائية الحادة خلال يومين فقط، محذرًا من انفجار وبائي واسع إذا استمرت القمامة في التكدس دون أي تحرك عاجل.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذا الوضع ينذر بكارثة مزدوجة، انفلات أمني متصاعد يقابله انهيار صحي وبيئي شامل، في وقت تتهم فيه أصوات غاضبة سلطات المحافظة بالتقاعس والعبث بمصير المدينة.