دعا حزب التجمع اليمني للإصلاح، ممثل تنظيم الإخوان في اليمن، أنصاره بمحافظة تعز إلى المشاركة في مظاهرة مزعومة لتنديد اغتيال الشهيدة أفتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، التي قُتلت بوحشية على يد مسلحين يتبعون اللواء 170 دفاع جوي الخاضع لسيطرة الحزب بالكامل.
مصادر محلية وأمنية أكدت أن الدعوة تأتي في وقت يسيطر فيه حزب الإصلاح على كامل المديريات المحررة في تعز عسكريًا وأمنيًا وإداريًا، بينما تنتشر عصابات مسلحة تابعة له داخل القوات النظامية نفسها، ما يجعل الحزب أحد أبرز المتورطين في الفوضى وغياب العدالة في المحافظة.
وتساءل المراقبون عن جدية الدعوة إلى المظاهرة، معتبرين أنها تأتي لتمويه الرأي العام ومحاولة تلميع صورة الحزب بعد جريمة اغتيال المشهري.
وقال محللون محليون إن عناصر الإصلاح قد يستخدمون المظاهرة لتفريق المشاركين وتحويل الحدث إلى أعمال شغب، بعيدًا عن هدفها الأساسي وهو كشف قتلة المشهري ومحاسبتهم.
الشهيدة المشهري، التي اغتيلت صباح الخميس الماضي في منطقة جولة سنان شمال مدينة تعز، كانت قد نجحت خلال فترة عملها في صندوق النظافة والتحسين في قطع منابع الفساد ومواجهة نهب أموال الصندوق التي كان يهيمن عليها حزب الإصلاح عبر أدواته داخل المؤسسة.
المصادر أفادت بأنها استُهدفت من مسافة صفر داخل سيارتها، حيث أصيب رأسها ووجهها وأجزاء من جسدها بمخزن رصاص كامل.
ويبدو أن حزب الإصلاح بهذه الدعوة يحاول قتل القضية والقتيل في الوقت نفسه، وفق تعبير مراقبين محليين، مؤكدين أن الحزب يستخدم المظاهرات كغطاء سياسي لإخفاء مسؤوليته عن جريمة اغتيال المشهري، بينما يستمر في فرض سيطرته على جميع أجهزة الأمن والجيش المحلي في تعز.
الغضب يتصاعد في الشارع التعزي، مع دعوات متزايدة لمحاسبة حزب الإصلاح وكشف شبكة الفساد والعنف التي زرعها في المحافظة، في محاولة لفرض العدالة وملاحقة القتلة الحقيقيين بعيدًا عن أي مظاهر سياسية استعراضية.