جريمة مروّعة أخرى تعكس حجم الفوضى الأمنية والانفلات الدموي الذي تعيشه محافظة تعز تحت قبضة حزب الإصلاح، إذ أقدم المدعو فاروق فاضل، شقيق قائد محور تعز العسكري الموالي لجماعة الإخوان، على إطلاق وابل من الرصاص العشوائي تجاه سيارة مدنية من نوع "صالون" كانت تقل عائلات على طريق الرُّضُم – جبل حبشي، ما أسفر عن إصابة السائق وامرأتين، إحداهما في حالة حرجة بعد إصابتها بطلقات مباشرة في الظهر.
وقالت مصادر محلية وشهود عيان، أن الاعتداء وقع صباح اليوم الخميس، حينما اعترض فاروق فاضل ومعه مجموعة مسلحة تابعة لقوات محور تعز السيارة، وفتحوا النار عليها دون أي سبب يذكر، رغم أنها كانت تقل نساءً وأطفالًا وكبار سن، الأمر الذي كاد أن يتحول إلى مجزرة جماعية.
وأضافت المصادر أن السائق، الذي أصيب بطلقة في يده ونزف بشكل حاد، اضطر لتسليم القيادة لأحد مرافقيه من أجل إنقاذ المصابين ونقلهم بسرعة إلى مستشفى الثورة بمدينة تعز.
وتأتي هذه الجريمة الصادمة بعد ساعات من حادثة اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز، افتهان المشهري، التي قُتلت برصاص مسلح يُلقب بـ"الباشق" تابع للواء 170 أحد أبرز الألوية الخاضعة لمحور تعز وقيادة حزب الإصلاح، والمتصدرة لجرائم القتل والتصفيات الأخيرة.
وتشهد مدينة تعز ومديرياتها منذ سنوات موجة غير مسبوقة من الاغتيالات والاعتداءات طالت صحفيين وناشطين وموظفين دوليين ومسؤولين مدنيين وعسكريين، في ظل ما تصفه منظمات محلية بـ"سلطة المليشيات المقننة" التي يديرها حزب الإصلاح عبر قوات المحور.
هذه الجرائم المتتالية تكشف، بحسب مراقبين، أن تعز باتت تعيش في ظل دولة موازية تحكمها عصابات مسلحة، فيما يدفع المدنيون وحدهم ثمن الدم والدمار.