كشفت إحصائية أممية حديثة عن كارثة إنسانية مرعبة جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي اجتاحت معظم المحافظات اليمنية منذ مطلع أغسطس الماضي، مسفرةً عن مقتل وإصابة 182 شخصًا وتضرر أكثر من 387 ألف مواطن بينهم آلاف الأسر التي فقدت كل شيء.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) في تقريره الصادر الأربعاء إن 82 شخصًا لقوا حتفهم غرقًا أو تحت أنقاض منازلهم، فيما أصيب 100 آخرون نتيجة الصواعق وانهيارات المباني، مشيرًا إلى أن المأساة طالت 143 مديرية في 20 محافظة يمنية.
التقرير الأممي أوضح أن السيول خلفت دمارًا واسعًا في البنية التحتية، شملت الطرق والمساكن والملاجئ والمدارس والمرافق الصحية، فضلًا عن انهيار شبكات المياه والصرف الصحي، وجرف الأراضي الزراعية وتدمير المحاصيل وأدوات الزراعة، الأمر الذي يهدد بتفاقم أزمة الغذاء في بلد يعيش أصلًا على وقع مستويات غير مسبوقة من الجوع الحاد.
الأمم المتحدة حذرت أيضًا من مخاطر أشد فتكًا بعدما جرفت السيول ألغامًا أرضية ومخلفات حرب إلى المناطق السكنية، في حين تصاعدت احتمالات تفشي الأوبئة بسبب المياه الراكدة وانهيار الصرف الصحي، مؤكدة أن 56 مرفقًا صحيًا تضررت بشكل مباشر أو غير مباشر خلال الأسابيع الماضية.
ورغم وصول المساعدات الإنسانية إلى 21,421 أسرة نازحة ومتضررة – أي نحو 150 ألف شخص – إلا أن "الفجوات ما تزال خطيرة" وفق التقرير، في ظل نقص التمويل، وقيود التخزين، وشح المواد الإغاثية، لا سيما في مجالات المياه والصرف الصحي والمأوى والمواد غير الغذائية.