شهدت الساحة الحضرمية اليوم وأمس حراكًا سياسيًا ملحوظًا، بعد نحو شهر من الهدوء النسبي الذي عاشته المحافظة، حيث برزت تحركات تقودها قيادات حضرمية بارزة في إطار تنسيق الجهود بين المكونات السياسية والتوصل إلى مشروع جامع يحول دون انزلاق حضرموت نحو الفوضى والمصادمات التي تسعى أطراف معادية إلى تغذيتها.
في هذا السياق التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء الركن فرج سالمين البحسني، اليوم في أبوظبي، كلًا من رئيس الجمعية الوطنية علي عبدالله الكثيري، وعضو هيئة رئاسة المجلس عمرو البيض، لمناقشة مستجدات الأوضاع السياسية على الساحتين الوطنية والجنوبية، مع تركيز خاص على محافظة حضرموت.
اللقاء تطرق إلى التحديات السياسية والأمنية والاقتصادية الراهنة، وأكد على ضرورة تكثيف الجهود وتوحيد الصفوف، حيث شدد اللواء البحسني على الأهمية الاستراتيجية لمحافظة حضرموت بما تمتلكه من موقع جغرافي وثروات طبيعية وإرث حضاري، معتبرًا إياها ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية. كما ثمّن البحسني جهود الكثيري في تعزيز الحضور الوطني لقضية الجنوب، ودور البيض في إيصال صوتها إقليميًا ودوليًا.
الكثيري من جانبه شدد على أن المرحلة المقبلة تتطلب تشاورًا أوسع بين القيادات الوطنية، وتعزيز التنسيق لمواجهة التحديات، وحماية الاستقرار، بما يلبي تطلعات أبناء الجنوب. وأجمع اللقاء على ضرورة استمرار هذه الاجتماعات بصورة دورية لترسيخ الشراكة السياسية وتوحيد الرؤى الداعمة لاستقرار حضرموت والجنوب عمومًا.
وفي تحرك متصل، زار الكثيري يوم أمس اللواء أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، في مقر إقامته بأبوظبي، لتقديم العزاء في وفاة شقيقه وابن عمه. وقد تخلل اللقاء مناقشة أوضاع حضرموت والجنوب، حيث أكد الكثيري أن الجمعية الوطنية تواصل متابعة القضايا الوطنية ومواكبة تطلعات الشارع الجنوبي، فيما جدد اللواء بن بريك التزامه بالعمل الدؤوب لتعزيز دور المجلس الانتقالي وتحقيق أهدافه الوطنية.
وبحسب مراقبين، تعكس هذه اللقاءات ملامح مرحلة جديدة من التنسيق الحضرمي-الانتقالي، تهدف إلى بلورة مشروع سياسي جامع يضمن بقاء حضرموت بعيدة عن دائرة الفوضى والصراعات، ويمهّد لتثبيت دعائم الاستقرار في الجنوب.