حذر خبراء بريطانيون من مخاطر خفية للسجائر الإلكترونية على القلب والرئة، خاصة في ظل تزايدها بشكل ملحوظ بين البالغين والشباب.
وذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية أظهرت أن نحو واحد من كل عشرة بالغين 9.8% استخدموا الفيب في عام 2023 بينما ارتفعت النسبة إلى 15.8% بين الفئة العمرية من 16 إلى 24 عامًا.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفيب يعتبر أقل ضررا من التدخين التقليدي وغالبًا ما يستخدم كأداة للإقلاع عن السجائر، إلا أن الخبراء يحذرون من أن المواد الكيميائية والمذيبات، والمحليات، والنكهات الاصطناعية الموجودة في السوائل الإلكترونية يمكن أن تسبب أضرارًا صحية، خصوصًا على الرئتين والقلب والأوعية الدموية، مع آثار طويلة الأمد لا تزال قيد الدراسة.
وذكرت الدراسات أن مستخدمي الفيب يعانون من تلف في الحمض النووي بخلايا الفم بمستويات مشابهة للمدخنين، ولا سيما عند استخدام الأجهزة الحديثة ذات الخزان القابل للتبديل.
كما أفادت الدراسة بأن الأشخاص الذين يدخنون ويستخدمون الفيب معًا أكثر عرضة بأربع مرات للإصابة بسرطان الرئة مقارنة بالمدخنين فقط.
وأوضحت "ديلي ميل" أن الاستخدام المزمن للفيب يرتبط بتأثير سلبي على وظيفة الأوعية الدموية، وهو مؤشر مبكر لأمراض القلب، بحسب البروفيسور ليون شهاب من كلية لندن الجامعية، الذي أشار أيضًا إلى أن النيكوتين يضيّق الأوعية الدموية وقد يزيد خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري من النوع الثاني.
وأضافت الصحيفة أن النكهات الصناعية مثل الفانيليا والقرفة والكرز قد تضعف خلايا الرئة وتقلل قدرتها على مكافحة العدوى، فيما حذر الخبراء من التعرض المبكر للفيب لدى المراهقين، لأن الرئة لا تزال في طور النمو؛ ما يزيد خطر مشاكل التنفس المزمنة.
وفي هذا السياق، أطلقت الحكومة البريطانية في فبراير/ شباط 2025 دراسة طويلة المدى لمتابعة صحة 100 ألف طفل ومراهق تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا لمعرفة تأثير الفيب على صحتهم على مدى عشر سنوات.
وأفادت "ديلي ميل" أن الأجهزة غير القانونية المنتشرة في الأسواق، والتي تحتوي على سوائل ذات قوة نيكوكتين أعلى أو مواد مثل "THC" أو "سبايس"، تشكل خطورة مضاعفة على الصحة، وغالبًا ما تكون مصممة بجاذبية للأطفال؛ ما يجعل التمييز بين المنتج القانوني وغير القانوني ضروريًّا للحماية.
وأكدت الصحيفة أن الفيب أقل ضررًا من التدخين التقليدي، لكنه ليس خاليًا من المخاطر، خصوصًا للأطفال والشباب الذين لم يبدؤوا التدخين سابقًا.
ويوصي الخبراء باستخدام أجهزة قابلة لإعادة التعبئة من بائعين موثوقين وتحديد أدنى تركيز من النيكوتين الضروري لتقليل الاعتماد تدريجيًّا، وتجنب السعي وراء "نشوة الفيب"، مع مراقبة البطاريات وسلامة الشحن.